رئيس التحرير
عصام كامل

سلامة أحمد سلامة.. الصحفي الذي تجاوز بذكائه الخطوط الحمراء.. وهذا سر عدم عودته للأهرام

الكاتب الصحفى سلامة
الكاتب الصحفى سلامة احمد سلامة

صاحب أهم عمود رأى في جريدة الأهرام " من قريب " لنحو ثلاثة عقود، اشتهر بصراحته ونزاهته في الكتابة، وتعامل مع المناصب وأصحاب النفوذ والسلطة من منطلق الاستغناء، ينتمى الكاتب الصحفى سلامة احمد سلامة  ـ الذى رحل في مثل هذا اليوم  11 يوليو عام 2012 إلى مدرسة معنية تعتمد على اللفظ الواضح والأسلوب السلس في عرض الفكرة والرأى.


يتحدث الراحل الصحفى سلامة أحمد سلامة عن طفولته ومشواره الصحفى قائلا: في فترة طفولتى والتلمذة في المدرسة تتركز الجذور الأساسية لتكوين شخصيتى من ناحية البناء الأخلاقى للفرد، ففيها تعلمت كيف يعتبر المرء العلم قيمة أساسية في الحياة، وكان والدي مدرسا فكان جو البيت أساسه الكتب والمراجع مما يحفز على القراءة.

أهم الكتب فى حياته 

وأضاف:" خلال المرحلة الثانوية كنت حريصا على المشاركة في مسابقات الشعر والأدب وكان أكثر من تأثرت من قراراته وأثر في وجدانى الدكتور طه حسين ككاتب وأديب، وكان الدكتور طه حسين والأديب توفيق الحكيم والعقاد  من الكتاب الذين يسهمون في تشكيل وجدان الناس بكتاباتهم في الأهرام والأخبار لذلك فمن  أهم الكتب التي أثرت في تكوينى: الأيام للدكتور طه حسين فهى تعطى الإنسان مددا وذخيرة من العلم والمشاعر والعواطف والفكر.

 

منحة ألمانيا 


وواصل سلامة أحمد سلامة حديثه: التحقت بكلية الآداب قسم فلسفة واخترت الفلسفة لأنها أقرب الى ميولى ولأنها تجمع بين الأدب والعلم وعلم تفسير الحياة، وبدأت حياتى العملية في جريدة أخبار اليوم.. وكانت نقطة تحول خطيرة في شخصيتى، فقد سافرت كثيرا إلى الخارج بعد سنوات قليلة من عملى بأخبار اليوم سافرت في منحة للدراسة في ألمانيا، وبعدها عملت مراسلا لأخبار اليوم في ألمانيا، واستمر عملى بأخبار اليوم عشر سنوات في وقت كانت فيه أخبار اليوم تقدم مدرسة جديدة في الصحافة لها امتداد في أوساط الشباب".


وتابع: كانت أخبار اليوم تضم قمم عالم الصحافة كامل الشناوى ومحمد التابعي ومصطفى وعلى أمين ومحمد حسنين هيكل، وكان لها أسلوب جديد في الصياغة واختيار الموضوعات وكيفية مخاطبة الرأي العام ورجل الشارع بصفة خاصة وعندما تم تأميم الصحافة شهرد اخبار اليوم حالة من عدم الاستقرار فكان يتم تغيير رؤساء التحرير كتغيير الملابس.

مراسل صحفى 
واستطرد: فى هذه الفترة أتاحت لى معرفتى بحسنين هيكل الانتقال الى الاهرام في قسم الشئون الخارجية، وعدت الى المانيا كمراسل صحفى للاهرام في منطقة أوروبا كلها، وقدر لى ان أعاصر فترة من أهم فترات التاريخ الحديث في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية حيث ظهرت أمريكا كدولة غنية تنافسها روسيا الى جانب فرنسا وألمانيا.

مرحلة الأهرام 

وأردف: عدت بعد ذلك للعمل في قسم التحقيقات الخارجية ثم الديسك المركزى فمدير للتحرير حتى خرجت من الأهرام، وشهدت العصر الذهبى للأهرام عندما كانت تضم كوكبة من الكتاب العظام منهم نجيب محفوظ، لويس عوض، يوسف ادريس، زكي نجيب محمود، توفيق الحكيم وحسين فوزى، وكانت الأهرام منارة تطل على العالم أجمع، ومن أشهر الشخصيات التي تأثرت بهم الكاتب أحمد بهاء الدين وعبد الرحمن الشرقاوى ومحمد حسنين هيكل ونجيب محفوظ.


ويعترف سلامة ويقول: لم أتعرض لأى ضغوط في كتاباتى لكنى كنت أدرك وجود خطوط حمراء وأدرك تماما هامش الحرية المسموح به، والكاتب الشاطر بإمكانه تجاوز الخطوط الحمراء بمنتهى الذكاء إذا أحسن الصياغة، وفى كل الأحوال لم يمنع لى عمود من النشر.

مرحلة اخيرة 

واختتم حديثه قائلا: "أخيرا عندما عندما كتبت في الشروق فخيرونى بين البقاء في الأهرام أو ترك الكتابة في الشروق فاخترت الشروق، ولما طلب مني العودة إلى مكتبى بالأهرام كانت ظروفى الصحية لم تمكنى ".
 

الجريدة الرسمية