رئيس التحرير
عصام كامل

لا تفهموا التسامح خطأ!

توقف كثيرون أمام الكلمة التى وجهها قاضى محاكمة قاتل فتاة جامعة المنصورة لأنها تمثل صيحة تنبيه للمجتمع كله ومعهم كل الحق.. وأضيف فقط أن القاضي في كلمته إهتم بأن (يكون التعامل مع الشباب بالتربية والموعظة الحسنة، وبالثقافة، بالفنون، بمنهج الوسطية وسيلته والتسامح صفته، والرشد غايته).. وفي ذات الوقت فإن هيئة المحكمة باجماع أراء أعضاءها قررت إحالة أوراق المتهم بالقتل إلى المفتى لاستطلاع رأيه في إعدامه.

 
وهكذا لا تعارض بين ما طالب به رئيس المحكمة من أعمال التسامح وبين اتخاذه أشد عقوبة على المتهم بالقتل.. لآن التسامح لا يعنى تفريطا في حق أو تنازل عن كرامة أو قبولا بعدم تطبيق القانون على من ارتكب جرما.. التسامح في جوهره هو قبول بمبدأ التعدد والتنوع والتعدد والاختلاف لإننا لسنا نسخا بشرية متكررة وإنما نحن مختلفين عن بعضنا البعض في أمور عديدة.. وبالتالى التسامح هو قبول بالأخر وإحترام له والتسليم بكل حقوقه، سواء كان هذا الآخر يختلف عنا في الجنس أو اللون أو الدين أو الانتماء الاجتماعي والعرقي والجغرافي والسياسي. 

 
ولذلك لا يصح أن يطالب البعض بدعوى التسامح السياسي أن نتحاور مع من مارسوا عنفا ضدنا ومن أضمروا الشر لنا ومن قاموا بإيذاء ابناءنا من أجل الاحتفاظ بالسلطة أو استعادة الحكم الذى فقدوه.. هذا يا سادة ليس تسامحا.. وإنما هو تفريط صارخ ومؤسف في حق شهداءنا وهو إخلال بمبدأ العقاب لمن ارتكب جريمةَ وهو مبدأ سماوى.

 


التسامح لا هو عدم الاعتداء على الآخر وعدم إيذاءه والأضرار به، بل احترامه وصون حقوقه كما نصون حقوقنا، وهذا ما لم يتسم به سلوك الإخوان تجاه المجتمع ليس بعد يونيو ٢٠١٣ وإنما على مدى تسعة عقود كاملة هى عمر جماعتهم التي نكبنا بها وكانت مصدر كل الشرور التى عانينا منها والتى أفرخت لنا كل التنظيمات الارهابية الأخرى.. فكيف ننسى جرائمهم ضدنا ولا نتنازل فقط عن عقابهم على جرائمهم ضدنا وإنما نمنحهم الفرصة مجددا لايذاءنا مرة أخرى؟! 
التسامح في معناه الحقيقى يلزمنا ألا نمد  مرة أخرى للإخوان لان أيديهم ملوثة بدماء ابناءنا الشهداء البررة.    

الجريدة الرسمية