رئيس التحرير
عصام كامل

د. صموئيل عصام يكتب: الحوار الوطني وإستراتيجية صناعة الوعي

د. صموئيل عصام
د. صموئيل عصام

فى واقع الأمر، لاقت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لإجراء حوار وطنى يشمل كل الأطياف السياسية ترحابًا واسعًا لأننا نتمنى حوارًا وطنيًا حقيقيًا، تجري أحداثه على أرض صلبة، مستمدة ذلك من كون مصر أقدم دولة بالمنطقة عرفت الحياة السياسية والنيابية ووضعت دساتير كانت محل فخر أمام العالم.

الحوار الوطني يفتح مجالًا للتواصل بين السلطة الحاكمة في مصر وأحزاب المعارضة لأول مرة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي شؤون البلاد عام 2014؛ ما يعد دليلًا على "بداية حراك سياسي ديمقراطي في مصر"، داعين إلى وضع مصلحة مصر العليا وأمنها القومي في المقدمة قبل أي اعتبار آخر. 

 

ملامح الحوار وأهدافه

لذلك شرح الرئيس بعضًا من ملامح الحوار وأهدافه، وتحدث فى موضوع الإصلاح السياسى مبديًا حرصه الشخصى على هذا الأمر، لكن الأولويات كانت مؤجلة فى هذا الموضوع، والآن أقول إننا نطلقه ونتيح الحوار والنقاش لكل القوى السياسية بدون إستثناء أو تمييز".

وحدد الرئيس أنه سيتم عرض مخرجات هذا الحوار على البرلمان ومجلس الشيوخ، لكى يكون الإقرار أو القوانين المطلوبة أو المزيد من النقاش فيه محل إعتبار واهتمام بالغ، خاصة أن هناك حاجة إلى هذا الحوار الوطنى الآن، مع إطلاق الجمهورية الجديدة ليكون ضمن مفرداتها.

لذا للحوار أهمية لا يمكننا نكرانها حتى يومنا الحالي الذي ما عادت اللغة فيه هاجسًا، وهذا ما تظهره المؤتمرات الدولية التي تجتمع فيها أكثرمن ثمانين دولة لكل منها لغة خاصة ومعتقدات خاصة فيتم تبادل الأفكار والنقاشات بشكل ودي وسلس ومفهوم بعيدًا عن كل الصراعات لآن الهدف الأسمى هو الرقي والإزدهار ومناقشة الأوضاع والقضايا الدولية.

فالحوار بطرق عقلانية وسيلمة هو إحدى خطوات حل المشكلات والتعقيدات فما يصعب عليك قد يكون مناقشة حلول عند الآخرين سهلًا ولا يمكن معرفة ذلك إلا من خلال المناقشة وتبادل الآراء والرؤى والمقترحات.

 

تبادل الأفكار

ولعلنا ندرك أنه من أهداف الحوار أنه يساهم في مناقشة القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وإيجاد حلول لها وتبادل الأفكار ومناقشة الآراء المختلفة مما يخلف وعيًا لدى المتحاورين ومشاركة مختلف فئات المجتمع والمؤسسات الاجتماعية المدنية في الحوار الوطني، لذلك من أهم مخرجات الحوار المتوقعة الاستماع وطرح الأفكار والآراء بشكل ودي ولبق يحقق توحيد الصف وإنهاء الخلافات، وتقبل آراء الأخرين بصدر رحب يظهر وعي صاحبه وهذا يحسن من علاقات الجماعه الوطنية بشكل عام.

من هنا تتجلى أهمية بناء إستراتيجية الوعى توافقًا وتزامنًا مع الدعوة للحوار الوطنى لإحداث حراك فكرى لنصل لرؤى لا سيما علاقة الأديان بالأوطان تجسيدًا للمقوله الخالدة: الدين لله والوطن للجميع.

ومن هذا المنطلق نستطيع أن نشير إلى فاعلية الإدارة الإستراتيجية المحترفه المتمثله فى القيادة السياسية الواعية التى تتيح حوارًا وطنيًا فعالًا يتواكب مع الجمهورية الجديدة بما يخدم صالح المواطن المصرى.

وللتأكيد على دور الإدارة المحترفة نلحظ أنه وفقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى تم تكليف الأكاديمية الوطنية للتدريب بإدارة الحوار ومواصلة نهج الحياد والتجرد التام فى إطار دورها التنظيمى والفنى والتنسيقى بعيدًا عن التدخل فى مضمون الحوار الوطنى تحت مظلة الجمهورية الجديدة.

الجريدة الرسمية