رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إعلامنا سبب نكبتنا.. ونحتاج مشروعا لتطوير الرياضة!

والسؤال المهم: ماذا يمنع أن يكون لدينا مشروع متكامل للنهوض بالرياضة ولعباتها المختلفة؛ ناشئين وكبارًا، مدربين وإداريين وحكامًا، مستفيدين من تجارب دول ناجحة كانت مثلنا ثم تقدمت لتحتل مراكز متقدمة عالميًا وصار لديها نجوم كبار تتخطفهم الأندية الكبرى.
أعتقد أنه آن الأوان لاستحداث لجنة رفيعة تضم أساتذة رياضة وخبراء مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والرؤية لتضع أساسًا قويًا لمشروع رياضي قومي شامل لاكتشاف النجوم في طول البلاد وعرضها، جنب إلى جنب تشخيص آفتنا القائمة، والبدء في علاجها فورًا بحلول علمية ناجعة تتوخى الموضوعية والأمانة وتراعي المصلحة العامة.


لابد أن نبدأ فورًا في علاج ظاهرة خطيرة وهي التعصب في الرياضة والتي نراها بشكل يومي عبر مقالات مكتوبة بحبر العاطفة وبرامج تطفح عنصرية وتحريضًا وتحتاج لإعادة نظر حاسمة في الإعلام الرياضي ومراجعة معايير أدائه وتقييم مستمر لإنهاء ظاهرة الاستقطاب والتوتر والتعصب الأعمى للأندية في الملاعب وعلى منصات التواصل الاجتماعي والدفع بكفاءات ذوي علم وخبرة وسمات شخصية تساعد صاحبها على الحوار بطريقة موضوعية وحضارية وطرح فكر رياضي مستقل ومختلف والأهم أن تتمتع بالأخلاق الرياضية قبل كل شيء.

إصلاح المنظومة الرياضية


إن شعبية كرة القدم وكونها أهم مصادر الاستثمار وجلب الإيرادات لخزينة الأندية لا مبررًا لرئيس النادي- أي نادٍ- أن يمارس دور المشجع والمدرب والناقد والإعلامي والإداري؛ فالنادي مؤسسة اجتماعية وثقافية ورياضية يُفترض أن يدار بطريقة مؤسسية كما أن حل مشكلة التعصب مسئولية تربوية واجتماعية تتطلب تكاتف الجميع لمواجهتها، والبداية لابد أن تكون من الأندية ورؤسائها الذين ينبغي لهم أن يكونوا قدوة، كما ينبغي للإعلام الرياضي أن يكون محايدًا ومستقلًا ومتطورًا..وهنا نتساءل كيف يحدث ذلك؟


التطوير يبدأ بتعديل اللوائح والنظم واختيار كفاءات إعلامية تجمع بين التأهيل العلمي والخبرة والالتزام بأخلاقيات المهنة وأدبيات الحوار وأساسيات النقد وعدم استضافة المتعصبين الذين يثيرون الفتن ويؤججون المشاعر ويزهقون الروح الرياضية بلا عقل ولا ضمير؛ ذلك أن النقد البناء يقوم على المعرفة والخبرة،ويلتزم أخلاقيات المهنة، ويهدف للتطوير ويلتزم الموضوعية والحياد ويتجه للأداء وليس للأشخاص، ويبني رأي عام واعيًا ومستنيرًا ويحترم الاختلاف في الرأي..

 

فهل يتوفر مثل هذا الإعلام في الحوارات والبرامج التليفزيونية أو المقالات الصحفية.. للأسف ما يحدث واقعيًا أن أغلب المتحاورين والمحللين في البرامج الرياضية هو مجموعة من مشجعي الأندية أو أعضائها ويدلي كل منهم بآراء وأحكام جاهزة وقاطعة غير قابلة للنقاش والأخذ والرد لصدورها عن عقل يسيطر عليه فكر المؤامرة.


كرة القدم نشاط رياضي جميل له فوائد صحية واجتماعية عديدة وهي ترفيه ممتع، وقوة ناعمة بحكم شعبيتها العالمية ويمكن للدول استثمارها للتسويق لها ثقافيًا واقتصاديًا واجتماعيًا..وهي رياضة مشوقة وصانعة للبهجة بشرط أن تخلو من التعصب الأعمى الذي يتسبب فيه الإعلام الرياضي المنفلت.. وقد آن الأوان لإصلاح هذا الإعلام لوقف الفتنة..

 

 

ويجب إصلاح منظومة الرياضة بكامل عناصرها ومراجعة اختيار تلك العناصر من لاعبين وحكام ورؤساء أندية واتحادات ومقدمي برامج وإداريين حتى تتحقق الغاية المرجو بتحقيق البطولات ورفع راية مصر عالميًا وقاريًا.. ونشر روح التسامح والأخلاق في ملاعبنا وشوارعنا وأنديتنا.. وتلك أسمى الغايات.

Advertisements
الجريدة الرسمية