رئيس التحرير
عصام كامل

خمسة أسباب تتصدر إحباطات المصريين اليوم

حديث الناس في الشارع المصرى اليوم بات مليئا بمظاهر إحباط ونكد وغم شديدة.. والمتابع للمشهد لن يجتهد كثيرا في حصر بواعث إحباط ونكد المواطنين أمس واليوم وغدا، وفى مقدمتها بالطبع الحالة الاقتصادية، ثم الحالة الضبابية لمستقبل أولادهم ما بين تردى مستوى المنظومة التعليمية والبطالة وانتشار المخدرات بمستحدثاتها المصنعة، والعامل الثالث لإحباط المواطنين هو إهدار قواعد العدالة والقانون على مستويات عدة، والرابع تراجع قيم التفوق والروح الرياضية وسط  تدني غير مسبوق  للتنافس والحوار في الوسط الرياضى، فضلا عن تنامى الخلل في حياتنا الأسرية بمختلف مستوياتها..

 

فحديث النكد والإحباط بين عموم المواطنين تتصدره الحالة الاقتصادية المربكة للجميع بمختلف مستوياتهم، ولا يخلو من الشكوى ومن المقارنات التى باتت ظالمة ما بين دخولهم المنخفضة وموجات ارتفاع الأسعار التى اصابت كل شي يستخدمونه ويتعايشون عليه يوميا من مختلف السلع والخدمات، وزاد عليها أعباء الرسوم من كل نوع وصنف وعلى كل خدمة أو مرسوم يقضى به المواطن حاجاته مع جهات ومؤسسات الخدمات العامة والخاصة على حد السواء.. 

احباطات متتالية

 

وبتتفاقم الاختلالات الحادة التى أصابت ميزانيات الأسر المصرية أصبح رب الأسرة يقضى نصف وقته في توفيق أوضاعه مع الأسعار الجديدة  وما سيختاره من أصناف وبنود للحذف من قائمة متطلباته اليومية والنصف الآخر في سباق يلهث فيه نحو مصدر جديد لتحسين دخله، وحين يتوقف لالتقاط الانفاس تحاصره كوابيس المستقبل الظلامى لأولاده في ظل تردى الحالة التعليمية وهو إنهيار غير مسبوق في منظومة التعليم خاصة على مستوى كل مراحل التعليم الاساسى، وتحول المدرسة إلى مجرد نصب تذكارى يطالعه التلاميذ من الخارج في ذهابهم وعودتهم من السنتر أو الدرس الخصوصى..   

 

وتتضاعف أعباء أرباب الأسر كل يوم والحكومة ووزيرها يتفرج ولا يحرك ساكنا، وتتصاعد الخناقات والصراعات الأسرية وسط أعباء تتزايد على رب الأسرة من كل إتجاه ولا يجد الأبناء مهرب من هذا المشهد المذرى الذى بات يعم فى كل البيوت تقريبا سواء في حارة أو حى راقي أو قرية سوى السقوط في حالة الضياع وثعابين الكيف تنصب لهم دواليب المخدرات على الأبواب والنواصى وفي كل الميادين، والأمن يلهث خلفهم كل يوم فينجح أحيانا ويخفق أحيانا أخري فالبلاء أصبح عام وفي كل الأماكن ولا عزاء للمستقبل..  

 

يبدو كما يقول الحكيم، المصائب لا تأتى فرادى، فحين يفكر المطحون بهمومه المستجدة لالتقاط أنفاسه في مشاهدة مباراة كرة أو أى رياضة محببة يهاله ما بلغ الساحة الرياضية من تدنى وسقوط بعد أن كانت ميدان للفرح في الزمن الغابر، فيزداد غما على غم فقد تغير طعم ولون الأشياء وإشتدت الصراعات بين الناس.. 

 

 

ويسألونك عن الأخلاق لماذا تردت وأصبحت في الحضيض، لتأتى الشكوى من غياب العدالة وعدم وضوح المراكز القانونية في معظم قضايانا حتى أصبح من غير المستغرب أن يتحول الجانى إلى ضحية والمجنى عليه المسحوق أسفل عرباتهم الفارهة إلى متهم مجرم يستحق ربط الأيادي في كلابشات وإلقائه خلف القضبان ولما لا والمشهد يعلن أن القانون اليوم في إجازة والحكومة فى مواجهة كل مشاكل المواطنين أيضا هى في أجازة طويلة؟!

الجريدة الرسمية