رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة العائلة المقدسة لبلادنا الحبيبة مصر

تحتفل مصر وشعبها غدا أول يونيه، بعيد دخول العائلة المقدسة مصر، ويعتبر هذا العيد من الأعياد المصرية القديمة، فهو عيد لكل المصريين، فقد صارت أرض مصر بمجئ السيد المسيح إليها هى الأرض المقدسة الثانية بعد فلسطين، لذلك نالت البركة والبهجة، لهذا تسبح الكنيسة في عيد دخول السيد المسيح أرض مصر قائلة: "أفرحى وتهللى يا مصر وبنيها وجميع تخومها لآنه أتى إليك محب البشر الكائن قبل الدهور"، ويعتبر هذا المجئ إلى أرض مصر من أهم الأحداث التاريخية التى جرت على أرض الكنانة. 

 

وهذا ما حدث فعندما كان السيد المسيح يدخل قرية أو مدينة كانت الأوثان والأصنام تسقط وتتكسر فى جميع المعابد الوثنية، فيخاف الناس من هذا الحدث العجيب، وهذا تحقيقًا لنبؤات الأنبياء القديسين، فأفتتح إشعياء نبؤته عن بلادنًا مصر بصورة مفرحة قائلًا: "هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهة ويذوب قلب مصر فى داخلها" ( أشعياء 1:19) فكان دخول المسيح لمصر بركة كبيرة لأرضها وشعبها، فكل مدينة كان يدخلها الرب ينير ظلماتها ويترك في كل بقعة منها نورًا عظيمًا.. 

 

بركة العائلة المقدسة

 

فبسببها قال الرب: "مبارك شعبى مصر" فأصبح شعب مصر متدينا روحانيا يعرف الله الواحد القدوس الذى لا شريك له، حتى كملت النبؤة "فيعرف الرب في مصر ويعرف المصريون الرب ويقومون ذبيحة وتقدمه" (أشعياء 21:19).  لقد استضافت مصر كثيرًا من الأنبياء منهم أبونا إبراهيم وإسحق ويعقوب، وأسباط بنى إسرائيل وموسى النبى وآرميا النبى، كما تباركت بالقديسين، ولكن البركة العظمى نالتها مصر بقدوم السيد المسيح له المجد والعائلة المقدسة، حسب نبؤءة هوشع النبى، وليد بيت لحم سيلجأ فى طفولته إلى أرض مصر "من مصر دعوت أبنى" (هوشع 1:11).


خرج يوسف النجار الرجل البار من أرض فلسطين بعد أن ظهر له ملاك الرب في حلم قائلًا: قم يا يوسف وخذ الصبى وأمه وأهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك، لان هيردوس الملك يريد أن يطالب الصبى، فقام يوسف في طاعة كاملة دون تردد أو تذمر، فأخذ الصبى محمولًا على صدر أمه العذراء فوق الحمار وكانت معهم سالومى، وتحمل يوسف هذه المسئولية الكبيرة، وإنصرفوا ليلًا دون أن يرآهم أحدًا إلى مصر.


وكان هروب العائلة المقدسة يوم 24 بشنس من الشهر القبطى، فكانت عناية الله الآب الأزلى قبل كل الدهور  ترافقها طوال الطريق وهو يحفظها من كل المخاطر والضيقات، فغضب هيردوس الملك غضب شديد، بسبب عدم عودة المجوس الثلاث إليه، الذين أتو من بلاد الفرس ليبحثوا عن مكان الطفل يسوع المسيح، حسب نبؤاتهم، لكى يقدموا له هداياهم، فطلب منهم الملك معرفة مكان الصبى عند عودتهم، لكى يتخلص منه، لانهُ تصور أن هذا الطفل سيزاحمه في ملكه،  وإذا لم يكن يعرفه بالتحديد، فأمر بقتل جميع الأطفال الذين كانوا فى بيت لحم بفلسطين، وفى كل نواحيها من إبن سنتين فما دون، وكانوا عددهم الآف من الأطفال، فكانوا هؤلاء الأطفال هم أول الشهداء فى تاريخ المسيحية.

 


لقد صارت البركة من نصيب مصر كلها حسب النبؤة القائلة "فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها علامة وشهادة لرب الجنود فى أرض مصر" (أشعياء 18:19-20). فلتفرح قلوبنا في هذا اليوم الذى بارك فيه السيد المسيح له المجد أرضنا العزيزة مصر، وشعبها قائلًا: "مبارك شعبى مصر".                                

الجريدة الرسمية