رئيس التحرير
عصام كامل

"لينك" خصوصي!

كاميرا المياه القديمة التي كان المصور يغطي رأسه ويدخلها إلي داخلها قليلا ثم يحرك يديه كأنه حاوي ليلتقط الصور الأبيض في أسود الستة في تسعة للتقديم لأي طلب للأوراق الرسمية.. باتت في عداد التحف النادرة وتاريخا يتذكره البعض بكل إجلال..
 

وسماعة الهاتف الأرضي السوداء القديمة لن تجدها الآن إلا في بعض المصالح الحكومية القديمة التي لم تشهد أي تطوير منذ سنوات طويلة أو في بيت قديم هاجر أصحابه إلي الضفة الأخري من الاطلنطي.. كندا أو الولايات المتحدة لو البرازيل.. وتركوه.. وعادوا بعد ربع قرن مثلا وليس لديهم لا وقت ولا رغبة في تغييره.. فبقي تذكارا من زمن فات..

درس خصوصي


وهكذا يمكن ضرب الأمثلة عن أدوات واختراعات جديدة حلت محلها.. لكن المدهش أن تجد ذلك في الدروس الخصوصية! فمن يتصور أن وزير التعليم يقدر علي منع الدروس الخصوصية فهو واهم.. ومن يتصور إنه يستطيع تحجيمها فهو واهم.. ولم تزل صورة مدرس المادة الذي يجلس علي منضدة وحوله تلاميذه وهم يشرح علي ورق مكون من عدة أوراق بيضاء وبينها أوراق الكربون لنسخها فوريا! 

 

وهي صورة أصبحت الآن كاريكاتورية لصورة الدرس الخصوصي.. والذي لم يتحول فقط إلي شرح بالقلم الملون علي سبورة بيضاء.. ولا حتي سنتر للدرس الممنوع في مبني مخصص لذلك أو حتي قاعة مستأجرة للغرض نفسه.. لا لا.. كل ذلك من مخلفات الماضي.. أنت الآن أمام واقع مختلف تماما.. الدرس الخصوصي الآن يتم دون حضور المدرس! لا لا ليس عبر النت.. 

 

فهذه أيضا طريقة قديمة وباتت متخلفة.. الدرس الخصوصي حاليا عبر كود يتم الحصول عليه من شريط أو كارت ككارت شحن المحمول القديم.. يتم كشطه -بعد شراؤه بمبلغ ما- ليظهر رقم محدد مسجل عليه بستخدم لمرة واحدة علي جهاز واحد.. 

يمكنك كتابته علي الإنترنت لتشاهد الدرس الخاص -أو يشاهده أولادك نقصد- من البيوت مباشرة دون ذهابهم ل "السنتر" أو دون زيارة المدرس لبيتك!

 


أنت الآن أمام واقع مختلف.. يوظف التكنولوجيا أخبث توظيف.. مستغلا تضحية الأسر بكل ما تملك حتي لا تقصر مع ابنائها.. فتشتري اللينك وراء اللينك من أجلهم.. في حين يبذل المتخصصين في الدروس كل الجهد لاستحداث وسائل شيطانية تحتاج إلي الانتربول الدولي ومستر أكس وريتا وما رتشيلو ومستر همفري وكل ابطال فيلم “أخطر رجل في العالم” مجتمعين لضبط واحد منهم!

الجريدة الرسمية