رئيس التحرير
عصام كامل

مراقد آل البيت ومشاهد الصحابة في حضن الإهمال (28)

عرضنا في المقال السابق، الفروقات بين المشاهد المقامة على مراقد حقيقية، ولها أصحابها الصالحون الفعليون، وبين مشاهد الرؤى المنامية. هذه التفرقة مهمة جدًّا، لأن معظم محافظات مصر تتمتع بعدد كبير جدًّا من الأضرحة والمقامات، ومن المهم، للتاريخ، وحرصًا على المصداقية، والواقعية، أن نفهم أصل الحكاية، في كل مبنى ومزار.

 

وفي السياق ذاته، أعلنت لجنة الأضرحة التابعة ل المشيخة العامة للطرق الصوفية، برئاسة الشيخ عبد الرحيم العزازي، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وشيخ الطريقة العزازية، ضوابط جديدة لمواجهة فوضى تسجيل الأضرحة وتعيين خدامها؛ الأمر الذي من شأنه القضاء على الأضرحة الوهمية والاحتفالات التي أساءت للطرق الصوفية خلال الفترة الأخيرة.

ضوابط تسجيل الأضرحة

 

ووفقًا للضوابط، فإن على رأس القرارات المنظمة لتسجيل الأضرحة الحديثة هو وقف العمل بأضرحة ومقامات المشاهدة التي تسببت في إقامة مئات الأضرحة في مصر، وفي مقدمتها السيدة زينب، والسيدة خديجة، والإمام جعفر الصادق، على نطاقات واسعة من الجمهورية، من خلال رؤية الولي أو الإنسان الصالح، في المنام ودعوته لإقامة مولد ومقام في مكان معين.

 

وقررت اللجنة الضوابط الآتية:

- أن يكون صاحب الضريح المطلوب إقامته مشهود له بالولاية والتقوى والصلاح وأن تكون له كرامات مشهودة وأن تكون له مؤلفات علمية ودينية تقدم للجنة لدراستها وأن يزكى من أحد مشايخ الطريقة بالمنطقة الموجود بها الضريح ووكلاء المشيخة.

- ألا يكون الضريح وسط مقابر المسلمين خشية أن يقام له مولد أو ليلة فيطأ الزائرون مقابر المسلمين وهو أمر محرم.

- عدم الموافقة نهائيًّا على إقامة أضرحة الرؤية، بعد اليوم.

 

القرارات تأتي بهدف مواجهة عشوائيات التسجيل التي تسببت في إقامة عدد من الأضرحة والموالد "الوهمية"؛ بغرض التربح، وكان من بينها أضرحة لأحياء في كثير من القرى؛ أبرزها مولدي أبو حلاوة بالدقهلية، ومولد أبو المعاطي بالقليوبية، وهناك أضرحة يصعب حصرها في كثير من محافظات الصعيد أنشئت وأقيمت بها الحضرات والموالد دون أن يعرف أحد أصحابها، وحملت بعد ذلك أسماء أضرحة الأولياء والصالحين في القاهرة.

 

 

لكل ما سبق، وما أوردناه في المقالات السابقة، صار من الحتمي أيضًا، تشكيل لجنة، تديرها وزارة الأوقاف، تضم ممثلين لوزارات؛ الآثار، والأوقاف، والتضامن الاجتماعي، إضافة إلى المجلس الأعلى للطرق الصوفية، ودار الإفتاء، ونقابة الأشراف، على أن تجتمع هذه اللجنة بصورة دورية، لبحث أحوال المقامات والأضرحة، ومدى حاجتها إلى ترميم، أو تطوير، أو تحسين للبنية الأساسية، كما تبت في طلبات إنشاء أضرحة جديدة، وتحديد مواعيد إقامة الموالد، وتعليق اللافتات التعريفية بكل مزار، إضافة إلى رعاية المجتمعات المحيطة بالمقامات والمراقد. كذلك تشرف اللجنة على عمليات الترميم؛ لحماية المشاهد، وإنقاذها من الانهيار والاندثار.

الجريدة الرسمية