مقامات ومزارات.. مأساة رابعة العدوية مع اللصوص وقطاع الطرق
تقدم "فيتو" على الموقع الإلكتروني، وعبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حلقات يومية من برنامج "مقامات ومزارات"، والذي نستعرض خلاله سير الصالحين، وآل البيت، والعلماء، والصحابة.
حلقة اليوم من البرنامج الذي يعده ويقدمه الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، ومن تصوير سيد حسن، تتناول لمحات من حياة العابدة الزاهدة رابعة العدوية.
سبب التسمية
هي رابعة بنت إسماعيل العدوي، ولدت في مدينة البصرة، ويرجح مولدها حوالي عام 100هـ، 717م، من أب عابد فقير، وهي ابنته الرابعة، وهذا يفسر سبب تسميتها "رابعة".
وروى أبوها (والد رابعة): أنه رأى في المنام النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: { لا تحزن؛ فهذه الوليدة سيدة جليلة }، ثم جاء من بعدها الرزق الوافر، ثم ما لبث أن توفي والدها وهي طفلة دون العاشرة، ولم تلبث الأم أن لحقت به، لتجد رابعة وأخواتها أنفسهن بلا عائل يُعينهن على الفقر والجوع والهزال، فذاقت رابعة مرارة اليتم الكامل دون أن يترك والداها من أسباب العيش لهن سوى قارب ينقل الناس بدراهم معدودة في أحد أنهار البصرة.
لصوص وقطاع طرق
وبعد وفاة والديها غادرت رابعة مع أخواتها البيت بعد أن دب البصرة جفاف وقحط أو وباء وصل إلى حد المجاعة ثم فرق الزمن بينها وبين أخواتها، وبذلك أصبحت رابعة وحيدة مشردة، وأدت المجاعة إلى انتشار اللصوص وقُطَّاع الطرق، فخطفت رابعة من قبل أحد اللصوص وباعها بستة دراهم لأحد التجار القساة من آل عتيق البصرية، وأذاقها التاجر سوء العذاب.
وعنيت "رابعة" منذ صغرها بحفظ القرآن الكريم وترتيله، وكلما حفظت سورة من السور أخذت تكررها وتعيدها في ترتيل وتجويد مع الخشوع وتدفق الدموع حتى حفظت القرآن في سن صغيرة، وتدبَّرت آياته وقرأت الحديث تدارسته وحافظت على الصلاة وهي في عمرالزهور، وكان التاجر الذي اشتراها يحمَّلها فوق طاقتها كطفلة لم تشب عن الطوق بعد، لكنها كانت تختلي بنفسها في الليل لتستريح من عناء النهار وعذابه، ولم تكن راحتها في النوم أو الطعام، بل كانت في الصلاة والمناجاة.