رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اليوم الذكرى السابعة لرحيل الخال عبد الرحمن الأبنودي

الشاعر عبد الرحمن
الشاعر عبد الرحمن الابنودى

فاكر يامنة وفاكر الوش، اوعى تصدقها الدنيا غش في غش، اذا جاك الموت ياوليدى..موت على طول، اللى اتخطفوا فضلوا أحباب..صاحيين في القلب كإن محدش غاب، واللى ماتوا حتة حتة ونشفوا وهم حيين..حتى سلامو عليكو مش بتعدى بره الاعتاب.بهذه الكلمات كان الخال الشاعر عبد الرحمن الابنودى ينعى نفسه قبل رحيله بشهور ـ رحل في مثل هذا اليوم 21 ابريل  2015 تاركا وراءه ابداعا سيخلد ذكراه عبر التاريخ مع عمالقة الغناء العربى الأصيل.


ولد أشهر شعراء العامية عبد الرحمن الابنودى عام 1938 وللشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودى  ذكريات فى طفولته خاصة بشهر رمضان يسرد جزء منها فى كتابه "أيامي الحلوة "  فيقول: 

رمضان القرية 

رمضان الطفولة عندى مرتبط بمؤذن القرية، فكلما هل علينا شهر رمضان وانا أعيش في القاهرة او الإسماعيلية أتذكر على الفور الشيخ رفاعى مؤذن مسجد القرية وهذا المسجد كان بلا سقف او مئذنة لكن كانوا يسمونه المسجد، وكان اسمه الشيخ رفاعى، وبمجرد ان يهل علينا الشهر الكريم الا وأتذكر هذا المؤذن الذى كان إمام مسجدنا وقارئ القران بالقرية بالرغم من انه كان صاحب الصوت السئ ولا يحفظ القران بل كان صوته رفيعا جدا مثل صوت القطط لكنه لا يمكن سماعه وكنا نعرف ميعاد الاذان عندما يرفع يده الى اذنيه للصلاة.

الشيخ رفاعى 

أما نحن أطفال القرية فكنا نذهب الى فناء بجوار المسجد الذى لا مئذنة له، ونلعب ألعاب مختلفة ومبدعة، ونصنع بعض الصناعات اليدوية الصغيرة،كنا نتجمع حول المسجد نقضى الوقت فى اللعب والبيع والشراء حتى يحين موعد الأذان، وفى ذلك الوقت لم يكن بالقرية ــ كما هو اليوم ــ تلفزيون او راديو او حتى ميكرفون لعدم وجود الكهرباء وكانت الفوانيس تضاء بالشموع.


وما ان ينطلق الاذان حتى ينطلق جميع الاطفال فى دروب القرية، ونغنى (افطر يا صايم ع الكحك العايم)، ومعناها أن يفطر الصائم بالكعك العائم فى السمن البلدى. رغم أنه لم يكن هناك كعك ولا سمن بلدى لكنها اغنية متوارثة من زمن بعيد وكانت القرية تفطر على اصواتنا وليس على أذان الشيخ رفاعى، لذلك مازلت اتذكر هذه القصة دائما عندما يحل الشهر الكريم كل عام.

معارك قناوية 

هناك أيضا من الذكريات معارك القناوية على كشك الثلج الوحيد في قريتنا في عز نار جهنم ن لكى يحصل كل منا على قطعة ثلج تسهم في صنع مشروب الحلبة البارد الذى هو ضيف المائدة الرمضانية في قنا، واذا كان شهر رمضان في القاهرة هو شهر المسلسلات والفوازير فإنه في قنا هو شهر الكرم والتقوى والمحبة فالتقاليد الرمضانية كالإرث الذى ينتقل من الأجداد الى الأحفاد وكذلك العيد يحسب له الف حساب فالكسوة الجديدة لا تأتى الا لقدوم العيد.
 

Advertisements
الجريدة الرسمية