رئيس التحرير
عصام كامل

مؤتمر باندونج.. طريق عبد الناصر ونهرو وتيتو إلى الزعامة

عبد الناصر
عبد الناصر

في مثل هذا اليوم من عام 1955، انعقد مؤتمر باندونج في إندونيسيا بحضور وفود 29 دولة أفريقية وآسيوية، وشارك فيه الرئيس عبد الناصر بالإضافة إلى رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو وجوزيف تيتو رئيس يوغسلافيا والرئيس السوداني إسماعيل الأزهري وجبهة التحرير الوطني كملاحظ، ويعد المؤتمر الطريق الأول إلى زعامة عبد الناصر ونهرو وتيتو في المنطقة والعالم. 

 

تبنى المؤتمر مجموعة من القرارات لصالح القضايا العربية وضد الاستعمار، واستمر لمدة ستة أيام، وكان النواة الأولى لنشأة حركة عدم الانحياز.

 

الظروف المحيطة

انتهت الحرب العالمية الثانية بكل مآسيها وأحزانها، وشهد العالم تشكل نظام دولي جديد يتسم بالقطبية الثنائية؛ حيث ظهرت على المسرح العالمي الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وبدأ العالم يدخل مرحلة جديدة من تاريخه عُرفت بالحرب الباردة.

 

تشكلت أحلاف عسكرية استقطب فيها كل من المعسكرين الشيوعي والرأسمالي الدول التي تدور في فلكه، وفي ظل هذا الاستقطاب الشديد كانت بواعث حركة عدم الانحياز تولد ؛ فمنذ مطلع الخمسينيات شهد العالم أكبر حركة تحريرية في تاريخه المعاصر تمثلت في استقلال جزء كبير من المستعمرات في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.

 

بدأت هذه الدول تطالب بمكان لها في المسرح العالمي، وجمعتها قواسم مشتركة أهمها معارضتها لسياسة الارتباط بأي من المعسكرين الشيوعي والرأسمالي، ورغبتها في الوقوف بعيدًا عن سياسات الحرب الباردة وتكتلاتها وأحلافها.

 

هدف الدول المشاركة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإيجاد أسس جديدة للعلاقات الدولية تضع نهاية للسيطرة الأجنبية بكافة صورها وأشكالها.

 

مبادئ المؤتمر 

أقر المؤتمر عشرة مبادئ كانت تُعد ميثاقًا للعلاقات بين هذه الدول، ومن أهمها احترام حقوق الإنسان، سيادة جميع الدول ووحدتها وعدم التدخل في شئونها، وتسوية المنازعات بالطرق السلمية وتنمية المصالح المتبادلة بينها والتعاون.

 

نتج عن مؤتمر باندونج توطيد العلاقات الشخصية بين بعض زعماء الدول الحضور؛ فقد كان أول رحلة للرئيس جمال عبد الناصر خارج مصر بعد نجاح ثورة يوليو، وتوطدت العلاقات بينه وبين الزعيم الهندي نهرو.

 

حركة عدم الانحياز

ترجع تسمية عدم الانحياز إلى خطاب ألقاه نهرو في أبريل 1955 حيث رأى في عدم الانحياز هوية مستقلة ودورًا إيجابيًّا نشطًا، وليس موقفًا سلبيًّا إزاء التكتلات الخارجية.

 

ومع امتداد النصف الثاني من الخمسينيات تبلورت لحركة عدم الانحياز قيادة ثلاثية ضمت نهرو، والرئيس اليوغسلافي تيتو، وجمال عبد الناصر، واستفادت هذه القيادات من تصدرها لحركة عدم الانحياز في خدمة تطلعاتها القومية.

كان تيتو يجد في الحركة عنصرًا مؤازرًا له بعد قطيعته مع الاتحاد السوفيتي، أما نهرو فوجد فيها عونًا له في مواجهة التهديدات الصينية وضغوط الأحلاف العسكرية الأمريكية في آسيا، أما عبد الناصر فكان يحتاج إلى مساندة عالمية له أثناء صعوده إلى السلطة، خاصة أنه حديث عهد بها بما يضمن له استقلال مصر.

الجريدة الرسمية