رئيس التحرير
عصام كامل

القارئ الطبيب أحمد الزارع: التلاوة وصلت لحافة الهاوية ويجب مكافحة بيزنس الإجازات المضروبة | حوار

القارئ الطبيب أحمد
القارئ الطبيب أحمد الزارع

>> فيديوهات لقراء رسميين على اليوتيوب تعكس تدنيًا بالمستوى وعدم إلمام بضوابط وآداب التلاوة 
>> الاهتمام بالموسيقى صار مرعبًا والموسيقى طغت على الأداء السليم 
>> مطلوب مقاومة الانفلات واستعادة الكلاسيكية لمدرسة التلاوة المصرية

>> دراسة الطب صعبة وطويلة ومعقدة ولكن القرآن الكريم كان العامل المساعد لي دائمًا 

>> نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم عاجزة ويدها مغلولة ولا يجب تحمليها فوق طاقتها 
>> نحتاج تشريعا جديدا بالتعاون مع الأزهر الشريف والنقابة لمواجهة ما يحدث
>> يجب التدقيق في اختبار وقبول الأصوات الجديدة
>> ندفع الآن ثمن التساهل والإهمال خلال العقود الثلاثة الماضية
>> حفظت القرآن الكريم في مسجد مواجه لفيلا البهتيمي وفيلا المنشاوي
>> لا أسمع أحدًا من الجيل الجديد من القراء باستثناء ياسر الشرقاوي
 

القارئ الطبيب أحمد عبد الرحمن الزارع من القراء القلائل الذين يشار لهم بالبنان في السنوات الأخيرة. يبدو في تلاواته امتدادًا للرعيل الأول من دولة التلاوة.  

نشأ في بيئة دينية محافظة، أتم حفظ القرآن الكريم مبكرًا.. نبغ في دراسته مثل شقيقه وشقيقتيه؛ حيث التحقوا جميعًا بكلية الطب، فور تخرجه من الجامعة تم اعتماده قارئًا بالإذاعة المصرية في العام 1994. لجنة الاختيارات التي ضمت أسماء لامعة في التلاوة وفي الموسيقى لم تسجل عليه ملاحظة واحدة. 
سجل تلاوته الأولى في العام 1996. واتته فرصه السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2002، فطار إلى هناك واستقر وباشر عمله الخاص، ولكنه لا يزال مرتبطًا بإذاعة القرآن الكريم، سواء من خلال إرسال تلاوات مسجلة تذاع ضمن الأمسيات الدينية، وكذلك عندما يحضر إلى مصر يشارك في هذه الأمسيات. وإلى جانب عمله الخاص في بلاد العام سام..يمارس "الزارع" دوره في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتلاوة القرآن الكريم ورفع الأذان دون قيود أو تضييق.

ولأن "الزارع" عاصر جيلًا من القراء الكبار، وتتلمذ على أصواتهم.. فإنه مهموم بأحوال دولة التلاوة وما آلت إليه.. "فيتو" تواصلت معه، وأجرت هذا الحوار:

 

- كيف كانت البداية والنشأة؟

- وُلدت في حي حدائق القبة بالقاهرة لأسرة دينية وعلمية.. الوالد كان وكيلًا لوزارة الزراعة والوالد محامية.. درست أنا وأشقائي الطب، وجميعنا والحمد لله أطباء.

- من أين جاء الاهتمام بتلاوة القرآن الكريم في ظل انشغالك بدراستك والتفوق فيها؟

- والدتي كانت حريصة على الاستماع لأصوات أكابر القراء مثل: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمود خليل الحصري والشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ  مصطفى إسماعيل  والشيخ محمود على البنا.. وكان إذاعة القرآن الكريم لا تتوقف في منزلنا.

- متى وكيف حفظت كتاب الله تعالى؟

- انشغلت مبكرًا جدًا بالحفظ والإتقان. حفظت القرآن الكريم في مسجد مواجه لفيلا الشيخ كامل يوسف البهتيمي وفيلا الشيخ محمد صديق المنشاوي. كما توطدت صلتي المسجد في سن صغيرة، فكنت أرفع الأذان، وأنوب عن الإمام حال غيابه، والحمد لله صوتي كان موضع تقدير من المصلين.

- ومتى تقدمت للإذاعة وهل تم اعتمادك من المرة الأولى؟

- كان عمري 25 عامًا.. كان ذلك بالتزامن مع امتحانات البكالوريوس في العام 1994. ونجحت من المرة الأولى. ولجنة الاختبار رشحتني دون ملاحظة واحدة، وبعدها بعامين سجلت التلاوة الأولى، ثم انطلقت وشاركت في المحافل القرآنية المختلفة.

- هل تذكر أحدًا من أعضاء لجنة الاختبار؟

- طبعًا.. اللجنة ضمت كلًا من: الشيخ أبو العينين شعيشع، والشيخ رزق خليل حبة، والشيخ محمود برانق، والشيخ محمود طنطاوي. ومن الإذاعيين: عبد الصمد دسوقى وإبراهيم مجاهد. ومن الموسيقيين: فؤاد حلمي وكمال النجار، واستغرق الاختبار 45 دقيقة.

- كيف تمكنت من التوفيق بين دراسة الطب وبين حفظ وإتقان القرآن الكريم؟

- القرآن الكريم ساعدنى في تنظيم الوقت واللسان ويشحذ الهمة والذهن ولم أجد صعوية في الحفظ والفهم. وكنت أجد سهولة في المذاكرة والحفظ. دراسة الطب صعبة وطويلة ومعقدة ولكن القرآن الكريم كان العامل المساعد لي دائمًا ولا يزال في كل شيء.

-ومتى سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟

-يسر الله لي فرصة السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2002. ومنذ ذلك الحين..أمارس عملي الخاص، إلى جانب إقامة شعائر الصلاة وتلاوة القرآن الكريم وإلقاء خطب الجمعة والدروس الدينية وتعليم للغة العربية لغير الناطفين بها وعقد الزيجات متطوعًا. وتم تكريمي أكثر من مرة. وزوجتى وابنتي محجبتان ولم نتعرض تقريبًا لأي مضايقات.

- وكيف تتواصل مع إذاعة القرآن الكريم؟

- أجد تعاونًا جيدًا من مسؤولي إذاعة القرآن الكريم؛ حيث أسجل عددًا من الأمسيات الدينية أثناء وجودي بالقاهرة، وأحيانًا أراسلهم عبر تطبيق واتساب، كما تذاع لي التلاوات المسجلة بإستوديوهات الإذاعة.

- هل تواطب على متابعة إذاعة القرآن الكريم وما الرسالة التي تريد توصيلها لرئيسها رضا عبد السلام؟

- بطبيعة الحال أتابع إذاعة القرآن الكريم باهتمام، وأعلم أن رضا عبد السلام إنسان فاضل خلوق وفاضل وطيب وذكي ومبدع ومتألق ومتجدد ومثقف، وهو يحمل مسؤولية ثقيلة وأظنه قادرًا عليها وسوف يجعل من الشبكة رائدة على مستوى العام.

-باعتبارك عضوًا في أسرة القراء المصريين..ما رأيك في أحوال دولة التلاوة في السنوات الأخيرة في ظل الانتقادات التي تنهال عليها؟

- بكل أسف..الانتقادات في محلها. ما وصلنا إليه هو إفراز لأوضاع خاطئة. لا أكون مبالغًا إذا قلت إن دولة التلاوة وصلت إلى حافة الهاوية. الفيديوهات المتاحة على موقع يوتيوب لقراء رسميين تعكس تدنيًا في المستوى، وعدم إلمام بضوابط ومعايير وآداب تلاوة القرآن الكريم. الاهتمام بالموسيقى صار مرعبًا. الموسيقى طغت على الاداء السليم.لا بد أن تكون خطوات فعالة لاستعادة الاستقامة والكلاسيكية لمدرسة التلاوة المصرية، ومقاومة الانفلات.

- ومن المنوط به مقاومة هذا التراجع؟

- بكل أسف.. نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم عاجزة ويدها مغلولة، ولا يجب تحمليها فوق طاقتها. يجب أن يكون هناك تشريع جديد بالتعاون مع الأزهر الشريف والنقابة لمواجهة ما يحدث. يجب التدقيق في اختبار وقبول الأصوات الجديدة. يجب مكافحة بيزنس الإجازات المضروبة. يجب إحياء كتاتيب القرآن الكريم. إننا دفع الآن التساهل والإهمال خلال العقود الثلاثة الماضية.

- وهل لا تسمع أحدًا من الجيل الجديد من القراء؟

- لا أسمع أحدًا منهم باستثناء القارئ الشيخ ياسر الشرقاوي؛ لأنه تخرج في مدرسة القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"…
 

الجريدة الرسمية