رئيس التحرير
عصام كامل

أكاليل من الزهور وزيارة أضرحة الشهداء.. كيف يحيي الفلسطينيون ذكرى يوم الأرض

وضع أكاليل الزهور
وضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للشهداء

انطلقت صباح اليوم، الأربعاء، فعاليات إحياء الذكرى الـ46 لـيوم الأرض الخالد، بزيارة عوائل وأضرحة الشهداء خضر خلايلة ورجا أبو ريا وخديجة شواهنة في مدينة سخنين، ثم زيارة عائلة وضريح الشهيد خير ياسين في عرابة.

زيارة عوائل الشهداء 

 

وتنظم هذه الزيارة لعوائل وأضرحة الشهداء في صبيحة ذكرى يوم الأرض من كل عام، بدعوة من اللجنة الشعبية والحركات السياسية والبلدية في سخنين وعرابة.

ألقيت كلمات عدة تخليدا لـذكرى شهداء يوم الأرض الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن الأرض، يوم 30 مارس 1976.

وقال رئيس بلدية سخنين، د. صفوت أبو ريا، إن "هذه الذكرى ستبقى خالدة في قلوبنا، هذه الانتفاضة كانت هامة ومفصلية في تاريخ شعبنا، وأن القضية وهي الأرض التي استشهد من أجل الشهداء لا زالت حاضرة في الوقت الذي تتواصل فيه مخططات الاقتلاع والمصادرة بحق أبناء شعبنا".

 

يحيي الفلسطينيون، في الثلاثين من مارس من كل عام، ذكرى يوم الأرض الخالد، والذي تعود أحداثه إلى عام 1976، اي قبل 46 عاما، حيث جرت أول مواجهة مباشرة بين المواطنين الفلسطينيين من جهة والمؤسسة الإسرائيلية منذ عام 1948م والتي جاءت نتيجتها ارتقاء ستة من الشهداء الفلسطينيين بالإضافة إلى 49 جريحًا ونحو 300 معتقل.

 

بداية الأحداث 

 

وتعود بداية الأحداث إلى إعلان الحكومة الإسرائيلية برئاسة إسحاق رابين عام 1975عن خطة لتهويد منطقة الجليل؛ بهدف بناء تجمعات سكنية يهودية على أرض تعود ملكيتها للمواطنين العرب الفلسطينيين الذين يمثلون الأغلبية في هذه المنطقة، تحت مسمى (مشروع تطوير الجليل).

وفي هذا السياق  صادقت الحكومة الإسرائيلية  في 29 فبراير 1976 على مصادرة 21 ألف دونم تعود ملكيتها لفلاحين فلسطينيين من بلدات سخنين، وعرابة، ودير حنا، وعرب السواعد؛ لتخصيصها لبناء المزيد من المستوطنات، علمًا بأن السلطات الإسرائيلية قد صادرت خلال الأعوام ما بين 1948 حتى 1972 أكثر من مليون دونم من أراض القرى العربية في الجليل والمثلث،  إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 1948.


في أعقاب قرار المصادرة، اجتمعت لجنة الدفاع عن الأراضي التي انبثقت عن لجان محلية في إطار اجتماع عام أجري في مدينة الناصرة في 18 أكتوبر 1975،  لبحث آخر التطورات وسبل التصدي لعملية المصادرة  واتفقوا على إعلان إضراب عام وشامل لمدة يوم واحد في 30 مارس 1976.


 وعلي الفور سارعت السلطات الإسرائيلية  في 29 مارس 1976 إلى إعلان حظر التجول على قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا، وطرعان، وطمرة، وكابول- من الساعة الخامسة مساءً.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن جميع المظاهرات غير قانونية؛ وهددت بإطلاق النار على "المحرضين" بهدف منع تنفيذ الإضراب.

تهديدات واضرات


رغم التهديدات الإسرائيلية عم الإضراب كافة التجمعات السكانية الفلسطينية من الجليل شمالًا، إلى النقب جنوبًا؛ وخرجت المسيرات العارمة المنددة والرافضة لقرار مصادرة الأرض  فكان الرد الإسرائيلي لكسر الإضراب  عسكري دموي بقيادة الجنرال “رفائيل إيتان” إذ اجتاحت قواته  المدعومة بالدبابات والمجنزرات  القرى والبلدات العربية الفلسطينية  وشرعت بإطلاق النار عشوائيًا ليرتقي ستة شهداء: أربعة منهم قتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص الشرطة؛ ويصاب العشرات بجراح.

 يوم الأرض

إن معركة الأرض لم تنته في 30 مارس 1976  بل هي مستمرة حتى يومنا هذا. ونستطيع أن نقول أن كل الأيام الفلسطينية هي بمثابة “يوم الأرض”  ففي كل يوم تصادر حكومة الاحتلال العنصرية الأراضي الفلسطينية، وتبني المستوطنات، وتهدم المنازل وتهجر السكان.

الجريدة الرسمية