لماذا تتشدد السلفية مع أنصارها في قضية تسوية الصفوف ؟
يتشدد أنصار السلفية بكل أطيافها في قضية تسوية الصفوف في الصلاة، وتتخذ عندهم حيزًا واسعًا من الاهتمام والمخاوف، إذ يترب عليها بالنسبة لهم الكثير من المفاسد، التي تتخطى الصلاة إلى خارجها.
تأثير عدم تسوية الصفوف
ويتناقل السلف ما قاله القطب السلفي الراحل محمد آدم الإتيوبي: عدم تسوية الصّفوف يترتّب عليهِ الاختلاف القلبي، فيستولي علىٰ المجتمع البغضاء والتنافر والتحاسد وعدم توحيد الگلمة وهذا هو الدّمار والهلاك، على حد قوله.
يضيف: ما حلّ بالمسلمين اليوم من ضعفُ وهوانُ وذل وخضوع لأعداء الإسلام إلا بسبب هذا فإنك لا تدخل مسجدًا يجتمع فيه المسلمون لأداء صلاة الجماعة إلاّ وترى صفوفهم عوجاء وإذا طلبت من بعضهم أن يكمل الصّف أو أن يتراصّ وجدته معرضًا بعيدًا عن القبول، بل ربما قال بعضهم: صَلّ لنفسك ولا تتدخل في شأنِ غيرك.
أما الشيخ ابن عثيمين، أحد كبار أعلام السلفية فيقول: الإسلام يتوعد مَن تَرَكَ التسويةَ، وأهل العِلم يستدلون على وجوب تسوية الصَّفِّ بأمْرِ النبي صلى الله عليه وسلم به، وتوعُّدِه على مخالفته، ويؤكد أن الشيء الذي يأتي الأمرُ به، ويُتوعَّد على مخالفته لا يمكن أن يُقال إنه سُنَّة فقط، ولهذا كان القولُ الرَّاجحُ في هذه المسألة: وجوب تسوية الصَّفِّ، وأنَّ الجماعة إذا لم يسوُّوا الصَّفَّ فهم آثمون، وهذا هو ظاهر كلام شيخ الإِسلام ابن تيمية
عن السلفية وتاريخها
والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامها، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.