رئيس التحرير
عصام كامل

على جمعة: لا تهدروا دم الشهيد حتى نستعيد المصري في داخلنا

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

بعث الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، برسالة لأم الشهيد، في ذكرى يوم الشهيد، فقال: "افرحي فقد سبقكِ ابنكِ إلى الجنة، فافرحي بالرغم أننا حزانى على فقده إلا أنه ليس مفقودا، إنما هو موجود، افرحي بأنه حيٌ عند ربه، وبأنه يأخذ بيدكِ، وبيد سبعين ممن ترشدينه إليهم إلى الجنة".

لا تهدروا دم الشهيد

وطالب جمعة المسلمين في كل مكانٍ في الوطن بألا يهدروا دم الشهداء الذين سبقونا أحياءً عند الله، قائلًا: "إن كانوا قد انتقلوا من الدنيا الفانية إلى رحابٍ واسعةٍ عند رب العالمين، لا تهدر دمهم هدرا، وكن شهيدًا على الخلق أجمعين، واجعل رسولك شهيدًا عليك، وهذه هي الشهادة الحضارية، شهادة التعمير لا التدمير، شهادة البناء لا الهدم، شهادة نستطيع بها أن نستعيد المصري في داخلنا".
وكتب علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "تحتفل القوات المسلحة في التاسع من مارس من كل عام بيوم الشهيد ذكرى لهذا المعنى الجليل، ولدم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الله، من أجل الوطن، ومن أجل الناس، ومن أجل المستقبل، فرفعوا بذلك رأس مصر عاليا".
وقال "يحتفل الناس بهذا اليوم بيوم الشهيد، ونحن اليوم نحتفل به كما أراد الله سبحانه وتعالى وهو يقول: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ}. أول رسالةٍ نرسلها نرسل تحيةٍ عاطرة معطرة إلى الجندي الحقيقي الذي كان وراء الشهيد، والذي لا يذكره كثيرٌ من الناس".

رسالة لأم الشهيد

وأضاف: "نرسل رسالة تحيةٍ عاطرةٍ معطرة إلى أم الشهيد في كل زمانٍ ومكان، ونقول لها: افرحي فقد سبقكِ ابنكِ إلى الجنة، نعم الشهيد كما قال رسول الله ﷺ: «يُشفّع في سبعين من أهل بيته»، وأول من يأخذ بيدهما يوم القيامة، يأخذ بيد أبيه وأمه، فافرحي بالرغم أننا حزانى على فقده إلا أنه ليس مفقودا، إنما هو موجود، افرحي بأنه حيٌ عند ربه، وبأنه يأخذ بيدكِ، وبيد سبعين ممن ترشدينه إليهم إلى الجنة، وما أدراكم ما الجنة، هي الفوز العظيم".

أنواع الشهادة

وعن أنواع الشهادة قال علي جمعة: "الشهيد في اللغة على وزن فعيل فهو شاهدٌ ومشهود، والشهيد منه شهيد حضارة، ومنه شهيدٌ في سبيل الله، والنبي ﷺ وسّع لنا معنى الشهادة فقال: «من تعدون فيكم الشهيد؟» قالوا: من قُتل مجاهدًا في سبيل الله يا رسول الله؟ قال: «إذن شهداء أمتي لقليل، الشهيد من قُتل مجاهدًا في سبيل الله، ومن مات في سبيل الله» انظر كيف فرّق بين من قُتل مجاهدا، ومن مات في سبيل الله، «والمطعون» أي الذي أصيب بوباءٍ فمات في كارثة وباء «شهيد، وصاحب البطن شهيد، والمرأة تموت بجمعٍ» يعني في ولادةٍ أو في ما تعانيه بعد الولادة «شهيدة» إذن وسّع رسول الله لنا ﷺ معنى الشهادة، كما وسعّها ربنا سبحانه وتعالى فقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.

واختتم علي جمعة حديثه قائلًا: "يجب عليك أيها المسلم في كل مكانٍ في الوطن ألا تهدر دم الشهداء الذين سبقونا أحياءً عند الله، وإن كانوا قد انتقلوا من الدنيا الفانية إلى رحابٍ واسعةٍ عند رب العالمين، لا تهدر دمهم هدرا، وكن شهيدًا على الخلق أجمعين، واجعل رسولك شهيدًا عليك، وهذه هي الشهادة الحضارية، شهادة التعمير لا التدمير، شهادة البناء لا الهدم، شهادة النظر إلى قابل الأيام لا إلى ماضيها، شهادة التجاوز والعبور، شهادة نستطيع بها أن نستعيد المصري في داخلنا، شهادة تجعلنا نموذجًا معلمًا للعالم كما كنا أبدا، والحمد لله رب العالمين".


يذكر أن مصر تحتفل يوم 9 مارس من كل عام بيوم الشهيد، وذلك تخليدًا لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش عبد المنعم رياض، في 9 مارس 1969. الذي أشرف على خطة تدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف.

الجريدة الرسمية