رئيس التحرير
عصام كامل

بعد إعلان البنتاجون إنشاء خط اتصال مباشر مع روسيا.. قصة هاتف أحمر يستخدمه الزعماء في الأزمات

قصة الهاتف الأحمر
قصة الهاتف الأحمر الذي يستخدمه الزعماء في الأزمات

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، عن إنشاء قناة اتصال مع وزارة الدفاع الروسية، وهو ما أكده الكرملين، وذلك حتى يتمكن الجانبين من إخطار بعضهما البعض بأي عمليات محتملة بالقرب من أوكرانيا لتجنب سوء التفسير، وتلافيا لأي أخطاء قد تؤدي لاندلاع حرب، وذلك نظرا لوجود قوات أمريكية بالقرب من الحدود الأوكرانية والحدود البيلاروسية.
الهاتف الأحمر
وهذه النقطة تأخذنا إلى تاريخ بداية الاتصالات المباشرة بين زعماء العالم في أوقات الأزمات، والذي يطلق عليه "الهاتف الأحمر" أو الخط الساخن، فما قصته.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق، أول من بدئوا  فكرة  "الهاتف الأحمر"، أو ما يطلق عليه خط الاتصال الساخن المباشر، وذلك في عام 1963، وذلك على خلفية أزمة صواريخ كوبا. 
كما أن الأمريكيين رصدوا في أكتوبر من عام 1962، قواعد صواريخ سوفيتية، على جزيرة كوبا التي لا تبعد عن ولاية "فلوريدا" الامريكية سوى 200 كيلو متر فقط، الأمر الذي تسبب في أزمة كادت أن تؤدي الى حرب نووية بين القوتين العظمتين في ذلك الوقت.
أسباب استخدامه
ولعل أهم أسباب استخدام "الهاتف الأحمر" أو خط الاتصال الساخن، بين الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي والرئيس السوفيتي السابق، نيكيتا خروتشيف،هو انعدام التواصل المباشر بين الطرفين ساهم  في انتشار التكهنات بشأن نوايا المعسكر الخصم، فعندما أرسل الزعيم السوفيتي السابق رسالة إلى الرئيس الأمريكي، والتي تضمنت مقترحا لحل الأزمة استغرق وصول الرسالة وقتا طويل، الأمر الذي دفع إلى إنشاء خط الاتصال المباشر "الهاتف الأحمر" بين الزعيمين.
واستخدم "الهاتف الأحمر" بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا مرة أخرى في عام 1967، بالتوافق مع اندلاع الحرب بين الجيش المصري والإسرائيلي في أعقاب نكسة يونيو 1967، لمنع نشوب مواجهة بين الجيشين.
وفي عام 1996 فتحت الصين للمرة الأولى "خطًا أحمرًا" مع روسيا ثم بعد عامين في 1998 مع الولايات المتحدة، وفتحت بكين أيضا  خط اتصال مباشرا، مع فيتنام، لإدارة نزاعهما على الأراضي في بحر الصين الجنوبي في يونيو من عام 2013وفي العام ذاته قررت  اليابان إنشاء "خط ساخن" بين مجلسها الأمني وواشنطن ولندن.
واستخدم "الهاتف الأحمر" أيضا بين الكوريتين الشمالية وجارتها الجنوبية، في عام 2004، وذلك لتهدأة النزاع الذي نشب بينهما على الحدود.
وفي 2005 استخدمت الهند وباكستان "الهاتف الأحمر" لمنع نشوب حرب نووية بين الجانبين.


ولا يعد الهاتف الأحمر أو الخط الساخن، كخط مدني عادي، بل هو خط مباشر بين الزعماء ويكون على درجة عالية من التأمين، ويستخدم نظام معين من الشفرات يتفق عليها الجانبين.

الجريدة الرسمية