رئيس التحرير
عصام كامل

سقوط كييف!

لم يدخل بوتين الحرب كي يسيطر علي الدولتين الجديدتين المنفصلتين عن أوكرانيا وهما أصلا تحت السيطرة إن لم يكن من الجيش الروسي فمن رجاله من الانفصاليين هناك.. ولم يدخل بوتين الحرب كي يسيطر علي مفاعل تشرنوبيل إذ لا قيمة عسكرية آنية له والسيطرة عليه لتأمينه كما لدلالته الرمزية.. ولم يدخل بوتين الحرب ليدمر عدة مواقع ويحتل عدة نواقع أخري.. لا.. بوتين دخل الحرب لجملة أهداف تمتد من الإعلان نهائيا عن عودة روسيا إلي العالم قوة عظمى وليس دول كبرى كما كانت منذ العام ١٩٩١ وكذلك إلي إبلاغ أوروبا أن روسيا شريكة في وضع أسس الأمن في مخيمها وبالتالي في أوروبا كلها! وهو ما يعني انتهاء فعالية حلف الناتو وتحويله إلي عصا أمريكية حول العالم وبعيدًا عن روسيا وإن كان سيطارد مصالحها وحلفائها !

 

دخل بوتين الحرب بفائض قوة بعد تقدم - كما أوضحنا بمقال الأمس- غير مسبوق في التصنيع العسكري ولذلك نكون أمام معادلة أحادية لا تقبل إلا بالنصر التام.. خصوصا أن الثمن دفع مقدما بكافة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والغرب وبالتالي سددت روسيا الفاتورة ولن تخسر شيئا وليس أمامها إلا أن تكسب كل شئ.. أهداف الحرب المباشرة بضمان بقاء أوكرانيا في بيت الطاعة الروسي وانتصار أسلحتها الرهيبة وقدرتها علي حسم المعارك وإظهار العين الحمراء لباقي دول الاتحاد السوفيتي السابق خصوصا من يفكر في الطريق الأوكراني مثل جورجيا !

 

 

لبوتين حلفاء وأصدقاء حول العالم لن يقبل بالإنكسار أمامهم وهو يحتاجهم للاعتراف معه بالنظام الجديد الذي يريده في أوكرانيا.. ولن يقبل حتي بدفع ثمن باهظ من أجل نصف انتصار! التركيز سيكون علي كييف العاصمة.. سقوطها يعني كسب معظم المعركة ولا يتبقي إلا هروب الرئيس الحالي فالقبض عليه سيمنحه بطولة لن تقبل بها روسيا !

سقوط كييف بأسرع وقت ممكن هدف بوتين الأساسي.. خلاف ذلك سيكون رجل الأعمال الطائشة وهو ما لا يمكن أن يسمح به بعد كل ما قدمه لروسيا ! 

الجريدة الرسمية