رئيس التحرير
عصام كامل

أصلح الفانوس أبو شمعة.. حكاية عم محمد صاحب محل بيع وإصلاح لمبات ووابور الجاز | فيديو

محمد العربي
محمد العربي

محل صغير يتوسط العديد من الورش والمحال العتيقة التي تعود لعشرات السنوات يحتضن أقدم المهن التي عرفتها مصر على مدار عقود طويلة، ومنها المهنة التي يحافظ عليها هذا المحل المربع الصغير الذي يحمل اسم "العربي" لبيع مستلزمات باجور أو وابور الجاز ولمبات الجاز وفانوس رمضان "أبو شمعة"، والذي يقف في منتصفه ستيني يحاول قدر جهده أن يحفظ ما بقي من تراث تركه الأب الذي رحل منذ سنوات.

ورشة عمرها سبعين سنة 

محمد العربي أحد أبناء الحاج العربي صاحب محل لبيع وإصلاح مستلزمات باجور أو وابور ولمبات الجاز، ترك عمله كموظف حكومي وجاء إلى هذا المربع الصغير، لا لشيء إلا لكي يبقى مفتوحا على مصراعيه كما اعتادوا كل يوم عدا الأحد، ففي منطقة باب الخلق بالقاهرة، أصبح هذا المكان علامة فارقة في حياة سكانه، "لسه فيه ناس عندي بتشتري لمبة الجاز وعندها وابور جاز أنا فاتح المكان ده ليهم، وعشان أحافظ على اللي سابه والدي"، لم يغير العربي شيئا من ديكور المكان كل شيء كما هو منذ حوالي سبعين عاما وهو عمر المحل وقت فتحه الجد.

حكاية عم محمد صاحب محل بيع وإصلاح لمبات ووابور الجاز  (1)
حكاية عم محمد صاحب محل بيع وإصلاح لمبات ووابور الجاز (1)

حكاية عم محمد صاحب محل بيع وإصلاح لمبات ووابور الجاز (2)
حكاية عم محمد صاحب محل بيع وإصلاح لمبات ووابور الجاز (2)

فيتو قضت يوما مع هذا الرجل تابعنا ما يقوم به خلال اليوم، كيف يحافظ على ما تبقى من تراث والده وجده من قبله، وما يحتويه هذا المكان الصغير الذي بالرغم من صغر حجمه اللافت للنظر إلا أنه يحوي الكثير والكثير من رائحة الماضي البعيدة، فيقول العربي لـ فيتو:" عندنا في المحل اللي عمره 60 أو 70 سنة، وابور الجاز واللمبة الكباس وعدة الوابور كلها والإبرة وغيرهم، وكمان عندنا أول فانوس عملناه في الستينات وكان بالشمعة، وكمان لمبة الجاز الأول كانت زجاج وانقرضت بس لسه محافظين عليها، فغيرنا الخامة، كان فيه منها نمرة خمسة و10 سهاري وكل ده لسه موجود".

حكاية عم محمد صاحب محل بيع وإصلاح لمبات ووابور الجاز (3)
حكاية عم محمد صاحب محل بيع وإصلاح لمبات ووابور الجاز (3)
حكاية عم محمد صاحب محل بيع وإصلاح لمبات ووابور الجاز (4)
حكاية عم محمد صاحب محل بيع وإصلاح لمبات ووابور الجاز (4)

تعلم محمد العربي المهنة صغيرا حينما كان يقف في المصنع مع والده وأشقائه، وحينما كبر كان ينتهي من عمله ويذهب إلى المصنع ليتشرب المهنة ويتعلم كيفية تصليح وابور الجاز وتركيب وتصينيع لمبات الجاز من الأف للياء، "وإحنا صغيرين كنا بندخل المصنع نتفرج الشغل ده إزاي وده إزاي ونتعلم، كنا موظفين ولكن بدأنا نكمل مهنة والدنا عشان متنقرضش".

حكاية عم محمد صاحب محل بيع وإصلاح لمبات ووابور الجاز (5)
حكاية عم محمد صاحب محل بيع وإصلاح لمبات ووابور الجاز (5)
حكاية عم محمد صاحب محل بيع وإصلاح لمبات ووابور الجاز (6)
حكاية عم محمد صاحب محل بيع وإصلاح لمبات ووابور الجاز (6)

وبالفعل تشرب المهنة جيدا وأصبح خبيرا بكافة تفاصيلها الصغيرة والآن وفي عام 2022 أصبحت مهنة تصليح وبيع وابور الجاز ولمبات الجاز تحافظ على مكانتها بفضل جهود العربي ومن هم مثله، بل هناك بعض سكان المناطق الشعبية الذين يحرصون على استخدام تلك الأشياء حتى يومنا هذا، ولكن كسائر المهن تواجه بعض الأزمات وفقا للعربي:"دلوقتي الخامة شحت مبقتش زي زمان، الأسعار غليت بس لسه لها زبونها خاصة المنتجين في السينما والتلفزيون، فأنا بعمل السبرتاية والفانوس النحاس بياخدوه مني في المسلسلات والأفلام بطلع أدي له منها وأخلي عندي والحاجات دي لسه فيه ناس بتاخدها". فالعربي بنظرة نحو المستقبل يؤكد أن "المهنة دي موجودة وعمرها ما هتبطل". 
 

الجريدة الرسمية