رئيس التحرير
عصام كامل

وداعا القس توتو!

أقلية لا دخل لها في لونها الأبيض انتقلت عبر الأطلنطي من الشمال الأوروبي أو من الجانب الآخر للمحيط من الولايات المتحدة وما حولها إلى جنوب أفريقيا لتحكم سكان البلاد الأصليين ممن لا ذنب لهم أيضا في لونهم! 

رئيس البلاد من أصحاب البشرة البيضاء.. وزراء البلاد من أصحاب البشرة البيضاء.. شرطة البلاد وجيشها ومؤسساتها وبرلمانها كلهم من البيض ولا شيء سوى القتل والسجن والتعذيب والتشريد والطرد خارج البلد للسكان الأصليين! كل الأعمال التي يعتبرونها متدنية - رغم أنها كلها شريفة - لكنها في خدمة العنصر الأبيض أو الملونين كما كانوا يسمونهم!

 

في وسط هذا المناخ العنصري البغيض الذي قننه وشرعه من يزعمون تبنيهم لحقوق الإنسان وينصبون أنفسهم أوصياء علي البشرية ويصفون بلادهم بالتحضر يظهر من يقاوم ويتحدث نيابة عن حقوق أصحاب البلد ويعرف العالم عدة أسماء أبرزها نيلسون مانديلا والذي قدم روحه وعمره لقضيته وشعبه والذي رحل في ديسمبر ٢٠١٣ بعد أن استرد أرضه وحقوق أمته.. وفي ديسمبر بعد ثمانية سنوات يرحل ويدفن أمس القس ديزموند توتو الذي قاوم نظام الفصل العنصري حتى انتهى من جنوب أفريقيا وواجه المحتل الملون الذي سخر البسطاء الجنوب أفريقيين كي تعيش الأقلية البيضاء على خيرات وثروات الشعب المسكين! بأنانية مقيتة وفي جنون بشري لا مثيل ولا وجود له في العالم الآن إلا في الأرض الفلسطينية المحتلة!

 

رحم الله ديزموند توتو الذي قضى حياته بين العبادة والنضال ثم المرض.. وقد احتل موقعه في قائمة عظماء أفريقيا وأحرار العالم ممن تصدوا للاستعمار الغربي بكافة صوره وأشكاله وربما كان آخر هذا الجيل الذي وصف بجيل الآباء في الكفاح من أجل الحرية.. رحم الله القس المناضل الذي أجبر العالم على منحه نوبل في محاولة لتبييض الجائزة وغسل عار غربي استمر طويلًا!

الجريدة الرسمية