رئيس التحرير
عصام كامل

سفير مصر بأمريكا: تنسيق وشراكة قوية بين القاهرة وواشنطن ‏أمام التحديات الاقتصادية والسياسية والبيئية العالمية

الرئيس السيسي ونظيره
الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي جو بايدن

أكد سفير مصر لدى الولايات المتحدة السفير معتز زهران أن ‏مصر عززت من روابطها ‏القوية مع واشنطن ‏ونسقت استجابات مشتركة ‏أمام التحديات الاقتصادية والبيئية العالمية، ‏فضلا عن التهديدات التى تواجه منطقة الشرق الأوسط، مشددا على أن العلاقات المصرية الأمريكية فى 100 عام تمثل شراكة بالغة الأهمية للبلدين.
وأضاف السفير، فى مقال رأى نشره فى صحيفة ذا هيل أن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن تعمل على تعزيز شراكاتها العالمية التى ستساعد ‏فى أن تكون الولايات المتحدة آمنة وتحمى كلا من المصالح الأمنية الوطنية لها ولحلفائها.
وقال السفير إن وزير الخارجية سامح شكرى ونظيره الأمريكى أنتونى بلينكن، ‏اختتما مؤخرا ‏فى واشنطن الحوار الاستراتيجى بين البلدين، وأعلنا أن الشراكة بين البلدين والمستمرة على مدى 100 عام مهمة ‏للأمن المشترك والمصالح الاجتماعية والاقتصادية.

وأشار السفير إلى أنه فى الأشهر الأخيرة، عندما اندلع قتال عنيف بين إسرائيل وحماس، عمل الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الأمريكى بايدن معا للتوسط لوقف إطلاق النار والالتزام بالمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار فى غزة، واليوم تلعب مصر دورا أساسيا فى استمرار ضمان تعزيز الهدوء؛ تمهيدا لإطلاق جهود سلام جادة.
ولفت السفير إلى أن مصر تلعب دورا حاسما فى الجمع بين كل الأطراف فى ليبيا، وأنه فى يونيو الماضى، ومع انهيار مناقشات قمة برلين حول مستقبل ليبيا ما كان يهدد انتخابات ديسمبر عملت مصر والولايات المتحدة بسرعة لضمان نجاح قمة باريس، والعمل معا للإبقاء على عملية الانتخابات على المسار الصحيح وفى الوقت المحدد، لا سيما مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها فى ليبيا فى 24 ديسمبر الجارى.
وتابع أنه فى أغسطس الماضى، ونظرا لكون الأزمة السياسية والاقتصادية فى لبنان أثارت تحذيرات من حالة من الفوضى، عملت مصر والولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاق مع الدول المجاورة للسماح لمصر بتوريد الغاز، الذى تشتد الحاجة إليه إلى لبنان لدعم المستشفيات والشركات والخدمات الحكومية والحيلولة دون انهيارها.

وأوضح السفير أنه فى سبتمبر الماضى، وبعد المخاطر والشكوك التى أثارها الانسحاب الأمريكى من أفغانستان، نسقت وزارة الدفاع المصرية والقيادة المركزية للجيش الأمريكى مع 21 دولة عمليات جوية وبرية وبحرية مشتركة، فى شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وهو بيان للجميع أن مصر والولايات المتحدة وحلفاءنا على استعداد لحماية السلام والاستقرار معا".
وقال زهران إنه فى الشهر الماضى فى الأمم المتحدة وخلال قمة تغير المناخ، وقفت مصر إلى جانب الولايات المتحدة ودول أخرى للإعلان عن التزاماتنا بالحد من انبعاثات الانبعاثات الكربونية.
وأوضح أن اختيار مصر لقيادة جهود تغير المناخ للعام المقبل بما يؤدى إلى عقد قمة "COP27" فى شرم الشيخ يمثل دليلا واضحا على الثقة الدولية فى مصر الجديدة اليوم.

ونوه زهران إلى أنه يقابل الجهود المشتركة لمصر دوليا مع الولايات المتحدة حدوث تقدم كبير يقوده الرئيس السيسى فى الداخل، بهدف حماية الأرواح وحقوق الإنسان بصورة شاملة ومتوازنة لجميع المصريين.
وتابع أن تعزيز حقوق الإنسان فى مصر هو مسار واعد، وفى الآونة الأخيرة أطلقت مصر استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان مدتها خمس سنوات من (2021-2026) تتعهد بإصلاح العيوب لأنها تعزز التزامنا بأكثر من 100 مليون مصرى لديهم -مثل الأمريكيين- الحق فى الحياة والتنمية والرعاية الصحية والإسكان بتكلفة مناسبة، والضمان الاجتماعى، وفى الفرص الاقتصادية.
وقال السفير إن هذه الخطة تحدد أهدافا مدنية سنوية سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية، وفقا لمجلس حقوق الإنسان لتحقيق وحماية الحريات الهامة لجميع المصريين.
وأشار زهران إلى أنه على الجبهة الاقتصادية، أدخلت مصر أيضا إصلاحات واسعة النطاق فى جميع القطاعات، سمحت بتحقيق معدل نمو بنسبة 3.6 % خلال عام شهد جائحة كورونا وجذب المزيد من الاستثمار الأجنبى بينما كان الآخرون يكافحون فى منطقتنا.
وأشار إلى أن المؤسسات المالية الدولية ووكالات التصنيف الائتمانى أعلنت توقعات اقتصادية مستقرة لمصر باستمرار النمو بمعدل 5.5 فى المائة، واتسم الربع الأول من السنة المالية الحالية بالفعل بمعدل نمو مثير للإعجاب بنسبة 9.8%.
وقال السفير إنه من الواضح أن هناك مزيدا من العمل الذى يتعين القيام به، حيث تسعى كل من الولايات المتحدة ومصر جاهدة لمعالجة الأولويات الوطنية والدولية، وبينما نمضى قدما معا للاحتفال بالذكرى المئوية للعلاقات الرسمية فى عام 2022، من المهم أن تواصل الإدارة الأمريكية والكونجرس تطوير تقدير متكامل لقيمة الشراكة المصرية الأمريكية.
وأوضح سفير مصر لدى الولايات المتحدة السفير معتز زهران فى ختام مقاله أن أى شيء أقل من ذلك يمثل خطورة تقوض التقدم الحقيقى الذى أحرزناه معا، وتتجاهل الفرص الاجتماعية والاقتصادية التى يمكن أن تفيد الدولتين، ولقد حان الوقت للولايات المتحدة ومصر للالتقاء والبناء على إرث مشترك تم تطويره على مدى المائة عام الماضية، حيث يمكن لبلدينا الفخر بالعمل معا فى التصدى للتحديات الجديدة للأمن القومى والمصالح الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية السياسية، قائلا: "سنبنى إرثا أفضل للقرن المقبل".

الجريدة الرسمية