رئيس التحرير
عصام كامل

انطلاق مؤتمر أمني لقادة الشرطة العرب

أمين مجلس وزراء الداخلية
أمين مجلس وزراء الداخلية العرب

بدأت صباح اليوم جلسات المؤتمر العربى الخامس والأربعون لقادة الشرطة والأمن العرب المنعقد بحضور كلا من  توفيق شرف الدين وزير الداخلية في الجمهورية التونسية والفريق الحقوقي مهدي هادي علي الفكيكي  رئيس المؤتمر ورؤساء وأعضاء الوفود العربية والسفراء.

واستهلت الجلسة بكلمة  الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب حيث قال تجتمعون اليوم في مؤتمركم الخامس والأربعين وما تزال جائحة كورونا تُخيم بظلالها القاتمة على المنطقة والعالم. ولئن كان الوضع الوبائي قد سمح لنا بلقاء أغلب الوفود اليوم وجهًا لوجه بعد أن حُرِمنا ذلك في المؤتمر الماضي، فإن متحور أوميكرون المستجد ـ ينذر بعودة أجواء التباعد الاجتماعي والحجر الصحي بل الإغلاق التام وربما حظر التجوال. وهو ما يعيد ترتيب مسؤوليات كبيرة على عاتق أجهزة الشرطة والأمن.


وكانت تداعيات هذه الجائحة على الصعيد الأمني موضوعا حاضرا لا فقط على جداول أعمال المؤتمرات والاجتماعات التي انعقدت في نطاق الأمانة العامة خلال هذا العام فحسب، بل كذلك على جداول أعمال الاجتماعات المشتركة التي نظمناها بالتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.


وبالحديث عن التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالشأن الأمني دعوني أشير الى تسارع وتيرة هذا التعاون سواء مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في إطار السعي لوضع استراتيجية عربية لمكافحة الإرهاب تتماشى مع استراتيجية الأمم المتحدة العالمية أو مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية والمنظمات الشرطية الإقليمية من خلال استضافتنا للجولة الخامسة من الحوار الرامي الى إيجاد بنية فعالة ومتعددة الأطراف للعمل الشرطي من أجل مواجهة التهديدات العالمية، او مع التجمعات الإقليمية خاصة الاتحاد الأوروبي من خلال وكالاته ومشاريعه الأمنية.


واسمحوا لي بالتركيز على حدثين مهمين سيُعززان في نظرنا الحضور العربي على الصعيدين الدولي والإقليمي.

الإنتربول 
أول هذين الحدثين هو انتخاب أول مرشح عربي رئيسا للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية الإنتربول ونعنـي به طبعًا  اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي المفتش العام لوزارة الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يمثل انتخابه في الدورة الأخيـرة للجمعية العامة التـي انعقدت في اسطنبول في أواخر الشهر الماضي، تقديرًا لما يمتاز به من كفاءة وخبـرة ثرية واعترافًا بالمستوى المرموق الذي بلغته أجهزة الأمن والشرطة الإماراتية بفضل ما تتمتع به من كفاءات بشرية عالية وتجهيـزات عصرية متطورة. هذا فضلا عن أن هذا الانتخاب يتـرجم التقدير الذي بات يحظى به المرشحون العرب والذين تم انتخاب عدد كبير منهم في مناصب مهمة خلال تلك الدورة.

أول مؤتمر أمنـي يجمع بين الدول الأوروبية والعربية


أما الحدث الثاني فيتمثل في انعقاد أول مؤتمر أمنـي يجمع بين الدول الأوروبية والعربية، هو المؤتمر الأورو – عربي الأول لأمن الحدود الذي عقد بالتعاون مع الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل وباستضافة كريمة من مديرية الأمن العام في المملكة الأردنية الهاشمية. 

وشارك في هذا المؤتمر ممثلون عن أكثـر من أربعين دولة عربية وأوروبية فضلا عن عدد من المنظمات الإقليمية والدولية، اتفقوا في ختام مداولاتهم على إعلان مشترك تضمن التأكيد على أهمية التعاون الأورو-عربي في أمن الحدود والتصدي للتحديات الإجرامية على أساس المسؤولية المشتركة واحتـرام سيادة الدول، مثمنين سعي الأمانة العامة ووكالة فرونتكس إلى إيجاد منصة للتعاون وداعين الى عقد المؤتمر بصورة دورية كل عامين وإلى تشكيل فريق عمل من الدول الراغبة لتسيير التعاون المستقبلي بين الجانبين ووضع الآليات والأدوات اللازمة لذلك.


وقال أمين مجلس وزراء الداخلية  العرب،  واسمحوا لي أن أغتنم هذه المناسبة لأجدد للمملكة الأردنية الهاشمية شكرنا الجزيل وامتناننا العميق لاستضافتها لهذا الحدث، رغم ظروف الجائحة، معربًا لمديرية الأمن العام عن بالغ العرفان لما وفرته للمؤتمر من أسباب النجاح.

 

ونحتفل العام القادم بحول الله بمرور خمسين عاما على عقد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب بمدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة في الثامن عشر من ديسمبر عام 1972م، وهو اليوم الذي بات عيدًا للشرطة العربية نحتفل به كل عام.


وسينظر مؤتمركم اليوم في تصور للاحتفال بهذا اليوبيل الذهبي أعدته الأمانة العامة في ضوء مرئيات الدول الأعضاء، آملين أن يشكل هذا الاحتفال مناسبة لتمتين الأواصر بين رجال الأمن والمواطنين وتعزيز الشراكة بين الشرطة والمجتمع.

الجريدة الرسمية