رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سر إدمان الإخوان ‏لمبادئ حسن البنا وسيد قطب

سر إدمان الإخوان
سر إدمان الإخوان ‏لمبادئ حسن البنا وسيد قطب

لازالت أزمة جماعة الإخوان الإرهابية مشتعلة، وكل طرف يحاول إقصاء الطرف الآخر والإنهاء عليه تماما. معركة لا وجود فيها للعقل أو القيم أو المبادئ، بل المصالح والتكبر على المراجعة والخوف من مغادرة الأضواء والشهرة والمال. 


وبحسب مصادر يرفض الطرفان الآن إجراء انتخابات شاملة للتنظيم بالخارج والعودة لنقطة الصفر، حيث يتخوف كل من القائم بأعمال المرشد والأمين العام المتمرد محمود حسين وجبهته من تزايد ضغط جهات عدة من الداخل والخارج وخاصة ـ جهات التمويل ـ لعدم انتخاب ‏‏أي من المسؤولين الحاليين ‏لأي من المناصب الجديدة المزمع انتخاب أفرادها. ‏

 

ويقول عبد الفتاح نعوم، الكاتب والباحث، إن ما يحدث يكشف أزمة تنظيم الإخوان وعلاقته المضطربة بالديمقراطية، موضحا أن الجماعة أكثر من يتحدث عن تداول السلطة لكنها ترفضها عندما تصل للسلطة.

 

مبادئ الديمقراطية

ولفت الباحث إلى أن آليات الديمقراطية تتطور مع الزمن وباختلاف الأماكن وتطور الوقائع الاجتماعية، مردفا: ‏قيم الديمقراطية تدور حول مفهوم المواطنة بمضمونه الإنساني الذي يتقاسمه جميع سواء أكانوا أطفالا أم ‏راشدين، سجناء أو أحرار، مجانين أم عقلاء، جنودا أم مدنيين.‏

 

وأضاف: في الديمقراطية هناك مركزية لمفهوم المواطنة من حرية وعدالة ومساواة، وما يرتبط بها من ‏حقوق وواجبات، وليست إجراءات وصندوق تحصل من خلاله على السلطة.‏

 

السلطة والحكم

تابع: الديمقراطية التي تتشدق بها الإخوان هي مجرد سلَّما مناسبا يوصلهم إلى السلطة، ومن ثم ينبغي ‏الإلقاء بالسلم سريعا وتحطيمه وإحراق أخشابه.‏

 

وأشار الباحث إلى أن الإخوان تنظر إلى قيم الديمقراطية على أنها كفر، لافتا إلى أن الإخوان ‏لم تراجع أفكارها منذ عام 1928 المؤسسة على أفكار حسن البنا وسيد قطب، لأنها تضمن لهم الخداع والمناورة حتى الوصول إلى ‏الحكم، كما حدث في السودان ومصر والجزائر.‏

 

وتابع: الحقيقة التي يرفض الإخوان دائما الإذعان لها هي أن قيم الديمقراطية حاجة للشعوب والمجتمعات، ‏وتضليل وعي الناس باسم الدين تزوير، مردفا: لكن الناس سريعا ما تلفظ الدجل السياسي، فكل من ‏يستخدمها سلما ولا يقتنع بها ولا ينجح في تحقيق العدالة والتنمية والمساواة.‏

 

صراع جبهات الإخوان ‏


وكانت الأيام الماضية شهدت ‏صراعًا ‏داميًا ‏أظهر ‏على ‏السطح ‏ما ‏كان ‏يدور ‏في ‏الخفاء ‏طوال ‏الأشهر ‏الماضية ‏داخل ‏جماعة ‏الإخوان، ‏وبرزت ‏مؤشرات ‏محاولة ‏انقلاب ‏تاريخية ‏من ‏الأمين ‏الأسبق ‏للجماعة ‏محمود ‏حسين، ‏على ‏إبراهيم ‏منير، ‏القائم ‏الحالي ‏بأعمال ‏مرشد ‏الإخوان، ‏بسبب ‏إلغاء ‏منصب ‏الأمين ‏العام الذي كان ‏يحتله ‏حسين ‏منذ ‏سنوات ‏طويلة.  ‏


تجريد محمود حسين ‏من ‏كل ‏امتيازاته، ‏دعاه ‏هو ‏ورجاله ‏للتمرد ‏والاستمرار ‏في ‏مواقعهم ‏بدعوى ‏حماية ‏الجماعة ‏والحفاظ ‏عليها، ‏وهو ‏نفس ‏المبرر ‏الذي ‏دعاه ‏لرفض ‏سبع ‏مبادرات ‏فردية، ‏كما ‏رفض ‏المبادرات ‏العشر ‏التي ‏قدمت ‏في ‏عام ‏‏٢٠١٦ ‏من ‏القرضاوي ‏والشباب ‏وغيرهم ‏تعسفًا ورفضًا لأي ‏تغيير.‏

‏ ‏

مصادر تمويل الجماعة


وعلى جانب آخر، ‏تحرك ‏إبراهيم ‏منير، ‏المدعوم ‏من ‏القيادات ‏الشابة ‏بالجماعة ‏ومصادر ‏التمويل، ‏وأطلق ‏العنان ‏لرصد ‏كل ‏انتهاكات ‏الحرس ‏القديم، ‏الذين ‏أداروا ‏الإخوان ‏طيلة ‏السنوات ‏السبع ‏العجاف ‏الماضية.‏

 

‏ورفض ‏منير ‏ما ‏أعلنته ‏رابطة ‏الإخوان ‏بتركيا، ‏وأعلن ‏تمسكه ‏بنتائج ‏الإنتخابات، ‏وأحال ‏‏6 ‏من ‏قيادات ‏الجماعة ‏على ‏رأسهم ‏محمود ‏حسين ‏للتحقيق، ‏بسبب ‏رفضهم ‏تسليم ‏مهامهم ‏للمكتب ‏المشكل ‏حديثًا، ‏الذي ‏أصبح ‏لأول ‏مرة ‏تابعًا له، بعد ‏أن كان ‏جزيرة ‏منعزلة ‏عن ‏التنظيم ‏منذ ‏عام ‏‏2014. ‏

 

وبعد رفض القيادات المثول ‏للتحقيق ‏واستمرارهم ‏في ‏الحشد ‏لعزل ‏منير، ‏أصدر ‏قرارًا ‏جديدًا ‏بطرد ‏قادة ‏التمرد ‏من ‏الجماعة، ‏في ‏محاولة لإنهاء ‏فصل ‏من ‏فصول ‏الصراع ‏الداخلي ‏للإخوان، ‏الذي ‏صاحب ‏التنظيم ‏طوال ‏تاريخه ‏ولا ‏يزال ‏مستمرًّا ‏حتى ‏الآن.‏


لكن ‏القيادات ‏المعارضة ‏لمنير ‏نجحت حتى الآن في ‏فرض ‏رؤيتها ‏على ‏الجماعة، ‏وما ‏زال ‏الموقف ‏معلقًا ولم يحسم لأي من ‏الطرفين.‏
 

Advertisements
الجريدة الرسمية