رئيس التحرير
عصام كامل

السودان ٢١ نوفمبر

هذا يوم من الأيام المهمة للسودان الشقيق، لأنه شهد توقيع إتفاق بين الفريق البرهان رئيس المجلس السيادى الانتقالى والدكتور حمدوك رئيس الحكومة الانتقالية أيضا، وهو الإتفاق الذى أعاد الأخير إلى رئاسة الحكومة بعد عزله منذ نحو شهر ونصف مضى وكلفه بتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة سوف تتولى كل مهام السلطة التنفيذية، وقضى أيضا بالإفراج عن كل المعتقلين السياسيين، وأقر بضرورة مراجعة وتعديل الوثيقة الدستورية بشكل توافقى بين كل القوى السودانية باستثناء حزب البشير..

 

وبذلك يمنح هذا الاتفاق بين البرهان وحمدوك فرصة للسودان لتجاوز أزمته الأخيرة التى نجمت عن الخلاف بين المكون العسكرى والمكون المدني شركاء المرحلة الانتقالية، وتصاعدت لتصل ذروتها بالقرارات التى اتخذها قبل ستة أسابيع البرهان والتى أقال فيها حمدوك وحكومته مع تحديد إقامته وإعتقال عدد من وزراء الحكومة والشخصيات السياسية، وهو ما أدى إلى إندلاع مظاهرات شهدت مصادمات بين المتظاهرين ورجال الأمن خلفت ضحايا وفقد البعض فيها حياتهم. 

 

 

ولكن هذه الفرصة التى حصل عليها السودان اليوم ليست سهلة وتعترضها صعوبات وعقبات عديدة أولها رفض حركة الحرية والتغيير التى رفعت من سقف مطالبها لإبعاد العسكريين عن الإشتراك في إدارة المرحلة الانتقالية.. وتليها صعوبات تشكيل حكومة كفاءات من التكنوقراط مستقلة عن القوى السياسية وتمثل كل أقاليم السودان.. ثم الصعوبات الأخرى التى تعترض تعديل الوثيقة الدستورية التى يقضى به إتفاق البرهان وحمدوك .

 

لكن ما يعزز هذه الفرصة هو أن يدرك الجميع إنه لا يستطيع الإنفراد بإدارة المرحلة الإنتقالية وأن الشراكة بين العسكريين والمدنيين يجب أن تستمر حتى نهاية هذه المرحلة بإجراء انتخابات تفضى إلى تشكيل سلطة يختارها الشعب السودانى بنفسه.. ومن كلمتى البرهان وحمدوك بعد توقيع الإتفاق بينهما بدا أن الرجلين اقتنعا بذلك لوقف نزيف الدم السودانى ونجاح ثورته فى تحقيق أهدافها، والمهم أن يقتنع بقية الفرقاء السودانيين بذلك أيضا. 

الجريدة الرسمية