رئيس التحرير
عصام كامل

سر تحذير الإسلام من اتباع الجماعات والتنظيمات الدينية

الدين والسياسة
الدين والسياسة

يتفق غالبية علماء الإسلام على رفض انضمام المسلمين إلى تجمعات وأحزاب وجماعات دينية، تفرق شملهم وتزايد على تدينهم وتجعل من الدين مطية لتحقيق أهدافهم، ولاسيما أن التاريخ الإسلامي على امتداه يحفل بالعديد من الدروس التي تؤكد مخاوف العلماء من الانضمام لجماعات وتنظيمات دينية. 


والأزمة في الانضمام لأي جماعة دينية لا تشكل مشكلة للمجتمع فقط بل على مستوى الجبهة الداخلية، فأي خلل بسيط أو تضييق على الجماعة يدخل أفرادها في تناحر شرس على التفسيرات الدينية والتنظيمية والمصالح، كما هو حادث الآن بين صفوف جماعة الإخوان. 


الإسلام لايعرف التنظيمات 


الدكتور عمر بازمول، الداعية الإسلامي السلفي، وأستاذ علم الحديث، يرى أن الإسلام لا يعرف الولاء لجماعة، ومن يتبع ذلك ‏يقسم المسلمين فتغرق سفينتهم في التقهقر، وتغرق في النهاية بالجميع كما يحدث الآن بين الجبهات المتصارعة داخل جماعة ‏الإخوان الإرهابية. 

 


ولفت الداعية إلى أن الإسلام لايعرف إلا ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومن يخالف ذلك، فقد ابتعد عن الصراط، لافتا إلى ‏ضرورة التفرقة بين الحق والباطل. ‏


أضاف: الرسول نفسه كان يعرف ما سيحدث لاحقا، وذكرنا بالافتراق عن نهجه وكيفية التعامل معه، مؤكدا أنه ذّكر أهل الباطل ‏والبدع وحذر منهم وطالب بالأخذ على أيديهم حتى لا تغرق السفينة.‏


واختتم: السكوت عنهم وترك فضحهم هو الذي يوشك أن تغرق بسببه السفينة إلا أن يشاء الله، على حد قوله. ‏

 

صراع جبهات الجماعة ‏

 

وكانت الأيام الماضية شهدت صراعًا ‏داميًا ‏أظهر ‏على ‏السطح ‏ما ‏كان ‏يدور ‏في ‏الخفاء ‏طوال ‏الأشهر ‏الماضية ‏داخل ‏جماعة ‏الإخوان، ‏وبرزت ‏مؤشرات ‏محاولة ‏انقلاب ‏تاريخية ‏من ‏الأمين ‏الأسبق ‏للجماعة ‏محمود ‏حسين، على ‏إبراهيم ‏منير، ‏القائم ‏الحالي ‏بأعمال ‏مرشد ‏الإخوان، ‏بسبب ‏إلغاء ‏منصب ‏الأمين ‏العام الذي كان ‏يحتله ‏حسين ‏منذ سنوات ‏طويلة.  ‏

تجريد محمود حسين من ‏كل ‏امتيازاته، ‏دعاه ‏هو ‏ورجاله ‏للتمرد ‏والاستمرار ‏في ‏مواقعهم ‏بدعوى ‏حماية ‏الجماعة ‏والحفاظ ‏عليها، ‏وهو ‏نفس ‏المبرر ‏الذي ‏دعاه ‏لرفض ‏سبع ‏مبادرات ‏فردية، ‏كما ‏رفض ‏المبادرات ‏العشر ‏التي ‏قدمت ‏في ‏عام ‏‏٢٠١٦ ‏من ‏القرضاوي ‏والشباب ‏وغيرهم ‏تعسفًا ورفضًا لأي ‏تغيير.‏

 

‏ ‏مصادر تمويل الإخوان

 

وعلى جانب آخر، تحرك ‏إبراهيم ‏منير، ‏المدعوم ‏من ‏القيادات ‏الشابة ‏بالجماعة ‏ومصادر ‏التمويل، ‏وأطلق ‏العنان ‏لرصد ‏كل ‏انتهاكات ‏الحرس ‏القديم، ‏الذين ‏أداروا ‏الإخوان ‏طيلة ‏السنوات ‏السبع ‏العجاف ‏الماضية، ‏ورفض ‏منير ‏ما ‏أعلنته ‏رابطة ‏الإخوان بتركيا، ‏وأعلن ‏تمسكه ‏بنتائج ‏الإنتخابات، ‏وأحال ‏‏6 ‏من ‏قيادات ‏الجماعة ‏على ‏رأسهم ‏محمود ‏حسين ‏للتحقيق، ‏بسبب ‏رفضهم تسليم ‏مهامهم ‏للمكتب ‏المشكل ‏حديثًا، ‏الذي ‏أصبح ‏لأول ‏مرة ‏تابعًا له، بعد ‏أن كان ‏جزيرة ‏منعزلة عن ‏التنظيم ‏منذ ‏عام ‏‏2014. ‏

 

وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق ‏واستمرارهم ‏في ‏الحشد ‏لعزل ‏منير، ‏أصدر ‏قرارًا ‏جديدًا ‏بطرد ‏قادة ‏التمرد ‏من ‏الجماعة، ‏في ‏محاولة لإنهاء فصل ‏من ‏فصول ‏الصراع ‏الداخلي ‏للإخوان، ‏الذي ‏صاحب ‏التنظيم ‏طوال ‏تاريخه ‏ولا ‏يزال ‏مستمرًّا ‏حتى ‏الآن، لكن ‏القيادات ‏المعارضة ‏لمنير ‏نجحت حتى الآن في ‏فرض ‏رؤيتها ‏على ‏الجماعة، ‏وما ‏زال ‏الموقف ‏معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.‏
 

الجريدة الرسمية