رئيس التحرير
عصام كامل

إبراهيم عيسى بين الإعجاب والإدهاش

في سنوات العمر الأولي وتحديدا أثناء الدراسة كان الكاتب الكبير إبراهيم عيسي هو الكاتب الأول بالنسبة لي وللكثيرين وكنت أحد معجبيه، حيث إن له طريقة عجيبة في صناعة الخبر والمقال، فدائما ما كان يسلط الضوء علي مناطق حساسة ينبه بها الغافلون، ويثير بها عقولهم، كما كان ولا يزال صاحب عناوين براقة ومادة صحفية تحمل الكثير من المضامين والرسائل التي يستطيع بها استثارة واستنارة العقل، والتي ربما أثار بها ولا يزال الكثير من الجدل في المجتمع.

 

 

 ولكن رويدا رويدا بدأت أبتعد عن تلك الصورة ، حينما قابلت وسمعت آراء أزاحت اللثام عن هذا الكاتب الذي أصبح مثيرا للإدهاش والإعجاب حاليا، وسبب هذا كله ربما يكون أنني عرفت إبراهيم عيسي الإنسان صاحب الطموح الكبير في الظهور علي الساحة، وقنص الفرص شبه الميتة، وإلقاء الضوء عليها، ومازلت لا أعرف السر وراء ذلك الأمر، فقد وصل الرجل ابن مدرس اللغة العربية إلي كل ما يريد من مال وسلطة، وحتي جوائز محلية وعالمية، ومع ذلك فما زال يمتطي جواد القلم ، ويحارب به طواحين الهواء، دون معرفة مصير ذلك كله.

 

السلوك الاجتماعي للمواطنين

 

 إبراهيم عيسي الكاتب بدأ حياته بالتهجم علي الشيخ الشعراوي (رحمه الله) الذي كان كريما معه حتي وفاته، ولم ينجر إلي معركة كان عيسي يريد جرجرته إليها، حتي أن عيسي له كامل الاحترام كانت له مجموعة من الكتب ضد إمام الدعاة  لو قاضاه الراحل عليها لما كنا سمعنا عن الأستاذ.

 

وإبان عصر مبارك امتطي الرجل صهوة الثائر الحق، وللمفارقة فإن هذا التعبير كان لإمام الدعاة الراحل وراح عيسي يناضل بكل ما أوتي من قوة لزحزحة نظام مبارك، وحينما سقط النظام ووقع مبارك راح الرجل يقف معه في محاكمة القرن، بل ويشهد بحسنات مبارك ودفاعه عن المواطنين

 وفي مرحلة لاحقة وحينما كانت مصر كلها تثور خرج عيسي مدافعا عن ست البنات، في واقعة أشاد بها الجميع وراح يهاجم الدولة وتعاملها مع الثوار، إلا أنه أيضا سرعان ما استكان وسلم بما كان وانزوي بعيدا ليعود مجددا عبر العديد من القنوات الفضائية مهاجما السلوك الاجتماعي للمواطنين، ومبتعدا عن كل ما يمس الدولة.    

                                                     

 إذ يبدو أنه أدرك أن الأمور لا تحتمل، وسرعان ما وجه قبلته ناحية السلوك الاجتماعي للمواطنين، ويبدو أن تلك مهمته الحالية الابتعاد عن مهاجمة الدولة والحكومة والتركيز علي السلوك الاجتماعي للمواطنين وهذا هو الطريق القادم لعيسي وما زلنا ننتظر المزيد.

الجريدة الرسمية