رئيس التحرير
عصام كامل

مرسي والاختيار الأمثل للانهيار


اختار الرئيس محمد مرسي وجماعته الاختيار الأمثل لزيادة هذا الانقسام المجتمعى، وترسيخ الفتنة.. والقضاء على آخر أمل كان يراود كل المصريين بكافة انتماءاتهم السياسية من أنه سيقدم مبادرة حسنة لرأب الصدع وإعادة تماسك البنيان الاجتماعى الذي تصدع وانهار على يد جماعته وحلفائه من تيار الإسلام السياسي الأكثر تشددا وخشونة، وكانت البروفة الأولى هي جمعية رابعة العدوية وكان الرد الطبيعى هو نزول ملايين المصريين رفضا لهذا العناد والانقسام.


اختار الرئيس مرسي اختيار كافة المستبدين الذين ألفوا خشونة الحديث والاستمتاع بخطابات التهديد والوعيد.. تارة باستهزاء وسخرية، وتارة بعنف واستكبار..
اختار الرئيس محمد مرسي وجماعته لغة العنف.. غابت واختفت لغة السياسة والرضاء والتوافق، انطلاقا من أدبيات هذه الجماعة الاستبدادية والإقصائية لكل ما هو مخالف لها.. ووضع الرئيس محمد مرسي وجماعته المجتمع كله بل الدولة كلها في جانب وهو وجماعته وأصدقاؤه أصحاب الخطابات الخشنة في جانب آخر.
اختيار الرئيس هذا التوجه والانحياز لجماعته على حساب استقرار البلاد والمغامرة بمصير الدولة والوطن والعباد.. سيعصف به وبجماعته آجلا أم عاجلا.. فهو لم يستفد من دروس التاريخ القريب ولم يدرك غضب المصريين جميعا الذين شعروا أن هذا الرئيس وهذه الجماعة لا تمثلهم ولا تنتمى إليهم روحا ودما وأفكارا.. ليستشعر المصريون أن هؤلاء غرباء على هذا الوطن لا يعرفونه ولا يقدرونه ولا يحترمونه.. فقط الولاء والانحناء للتنظيم ما فوق القانون.. التهديدات المتتالية التي أطلقها الرئيس في خطبته أكدت أن هذه الجماعة والرئيس نفسه يعيشون في عزلة عن هذا المجتمع وتؤكد أيضا أنه انحاز لأيديولوجية الجماعة التي تعلو الوطن والمؤسسات ..
حجارة الوعيد التي ألقاها الرئيس هنا وهناك يمينا ويسارا ما هي إلا كرات لهب، وها هي هبطت ولن يسلم منها أحد بما فيها الجماعة والرئاسة معا.
نجح الرئيس في اصطفاف كافة القوى السياسية والاجتماعية ضده وضد جماعته وضد مشروعهم السياسي العنيف.. إصراره على أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، رسالة للمواطنين أن هذه المؤسسات لن تتحرك إلا بأوامره.. ونسى أو تناسى أو تجاهل أن هذه المؤسسات ملك للشعب وليس لأوامر الرئيس.. ماذا فعلت هذه المؤسسات في التاريخ القريب مع مبارك، ماذا قال الفريق السيسى أمس.. إن هذه المؤسسات ملك للشعب بإرادتها وإرادة الشعب ولا مجال للانقضاض عليها أو السيطرة.. وكل المصريين يدركون ذلك، ما عداك أنت وجماعتك يا رئيس مصر.. لذلك لبى الجيش نداء المصريين..
أما الرئيس مرسي الذي استبد وكان ينوى استمرار الاستبداد، وقسم المجتمع وكان ينوى استمرار الانقسام، وزيف الديمقراطية، وكان ينوى الاستمرار في هذا الزيف الديمقراطى.. فأبدا لن ينجح.. لأن المصريين حتى الذين منحوه أصواتهم أدركوا الخديعة.. وقال الجيش الوطنى كلمته.. لذا، انتهى الدرس يا........ 
e-mail:sabrisaid_2020@hotmail

الجريدة الرسمية