رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

السودان ومحاولات إعادة "المباراة"!

بعض التنظيمات الإرهابية تسجل لضحاياها ممن اختطفتهم رسائل استعطاف، في محاولة يائسة للإفراج عنهم أو عدم قتلهم واغتيالهم، ورغم التسجيل يتم تنفيذ حكم الإعدام ويتم بث التسجيلات أيضًا! لماذا يفعل الإرهابيون ذلك؟ لماذا لا يتخلصون من ضحاياهم بخطوة واحدة والسلام؟! لأنهم ببساطة يريدون الاغتيال الأدبي لضحاياهم أولًا والتأثير في الروح المعنوية لخصومهم وإرسال ما يفيد أن هذا هو مصير كل خصوم وأعداء هذه الجماعة الإرهابية!

 

هكذا يفعلون.. جهد كبير بذل ليقيم السودان الشقيق علاقات طبيعية مع إسرائيل.. نتنياهو قالها علنًا بلا أي تجميل من أن السودان تحديدًا البلد الذي انطلقت منه "اللاءات الثلاث" عقب ٥ يونيو ٦٧ ترفض الصلح أو الاعتراف أو التفاوض، ورفعت قانون المرحلة للأرض المحتلة ولأي أرض محتلة وهو "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"! نسي الجميع ذلك ولم ينسَ نتنياهو وإسرائيل كلها! 

  

والسؤال: هل كان ذلك غاية ما يريدونه؟ هل التطبيع نهاية الآمال؟ أم إن القصة كلها خطوات تكتيكية ومعارك شطرنجية علي الطريق وصولًا إلى هدف نهائي معلن وغير مخفي، وهو تقسيم بلادنا العربية إلى دويلات يستحيل معها الحديث عن أمة واحدة أو وحدة من أي نوع، بل ولا حتى أي شكل من أشكال التعاون، اللهم إلا اقتتال وخلافات لا أول لها ولا آخر عن حدود وثروات وغيرها وغيرها!

 

هذا لا يتم والحالة عند الجميع مصرية.. أي انصهار الوطن شعبًا وجيشًا في سبيكة واحدة إنما يتم بإرباك دائم والفتنة بين الشعوب وجيوشها وإدخال الجيوش الوطنية في متاهات قد - قد - تنتهي بالاقتتال الداخلي ثم الإضعاف ثم التقسيم والتجزئة ثم التأثير في المحيط الجغرافي وما أدراك ما المحيط الجغرافي! 

حفظ الله السودان ونجَّاه مما يحاك له وضده. 

Advertisements
الجريدة الرسمية