رئيس التحرير
عصام كامل

تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي في مصر.. وقصة صناعة حلوى العروسة والحصان

احتفالات مولد النبي
احتفالات مولد النبي

لا يترك المصريون مناسبة إلا ويدخلون الطعام ضمن الاحتفالات والطقوس بها، فتوارث المصريون طقوس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عن أجدادهم في الدولة الفاطمية 973 هـ بتناول الحلوى وكذلك إعداد أطباق الحلوى الشرقية الشهية تعبيرًا منهم عن فرحتهم وسعادتهم بهذه المناسبة المباركة.  

الفاطميون
 

تذكر كتب التاريخ أن الفاطميين هم أول من احتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث تنسب بداية الاحتفال بذكرى ميلاد النبي إلى الخليفة الفاطمي المعز لدين الله بعد دخوله إلى مصر في عام 969 للميلاد.

وترى مرجعيات تاريخية أن إطلاق احتفالات منظمة بمولد الرسول وعدد من أهل بيته، كان وسيلة ذلك الخليفة للتقرب من المصريين، عبر مناسبات عامة يطغى عليها السرور.

 

طريقة الاحتفال
 

ففي يوم المولد النبوي يتوجه قاضي القضاة إلى الأزهر الشريف وحوله كميات كبيرة من الحلوى، ثم يتحرك لقصر الخليفة فتنطلق الخطب ويبدأ الاحتفال وتوزيع الحلوى على المصريين ابتهاجا وفرحا بمولد النبي،كان هذا الاحتفال الرسمي للدولة الفاطمية بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هناك احتفال آخر شعبي، حيث يخرج الناس إلى شوارع القاهرة، مثل باب البحر، الجمالية، الأزهر، الغورية، وباب الخلق، لمدة ثلاثة أيام للاحتفال بمولد النبي والتي كان يصاحبها المدائح التي تتغنى بصفات النبي.

 

أصل عروسة المولد
 

أما عن ظهور حلوى على شكل "العروسة والحصان" التي تحرص الأسر على شرائها لأطفالها لإدخال السرور عليهم، أما عن الروايات التى تتحدث عن أصل هذه «العروسة»، فالرواية الأولى تؤكد أنها تعود إلى أصل فرعونى، حيث تم ربطها بعروس النيل، وقد تم العثور على نماذج مصنوعة من العاج والخشب فى مقابرهم، وعند تجريد رأس «العروسة» من زينتها نجدها شبيهة بشكل حتحور، ربة الحب والجمال والغناء عند الفراعنة.

 

أما الرواية الثانية فتقول إنها تعود للعصر الفاطمى، وأن «العروسة» ظهرت فى عهد الحاكم بأمر الله، الذى خرج فى احتفالات المولد النبوى مع إحدى زوجاته مرتدية رداءً أبيض، وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صنّاع الحلوى برسم الأميرة فى قالب الحلوى، كما قاموا برسم الحاكم بأمر الله على حصانه وصنعوه من الحلوى.

 

الرواية الثالثة، تؤكد أنها تعود للخليفة الفاطمى «المستنصر بالله»، الذى كان يتأهب لتأديب بعض قبائل الصحراء المغيرة على أطراف مصر، وقال لجنوده وقادته مشجعا لهم على القتال: «حاربوا بمهارة وعندما ننتصر سأزوج كلا منكم بعروس رائعة الجمال»، وفعلا نجحت الحيلة، وعادوا منتصرين، فزوجهم من أجمل جواريه، وعندما حل الاحتفال بالمناسبة فى العام التالى، تصادف ذكرى المولد النبوى، فقام ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين ولعامة الشعب، خاصة الأطفال.

 

وفى دراسة لخبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، أكد أن «عروسة المولد» مسيحية الأصل، مؤكدا  أن المسلمين فى العصر الفاطمى، حرصوا على إحياء مصانع مدينة أبو مينا، التى تخصصت فى صناعة تلك العرائس، التى كان تم إغلاقها لسنوات طويلة، ولعبت الصدفة دورها، حيث تم افتتاح تلك المصانع مرة أخرى فى ذكرى مولد النبى الكريم، فبدأ العمال المسيحيون فى استئناف نشاطهم، وصنعوا «العروسة والحصان» كى يفرح بها الأطفال المسلمون والمسيحيون على حد سواء.

 

قصة حصان المولد
 

أما قصة حصان المولد فقد أكد «عبدالرحيم» أن هناك رأيين حول أصل حصان المولد، حيث أشار الرأى الأول إلى أنه يمثل الخليفة صاحب الفتوحات والانتصارات فى حين يرى الرأى الآخر أنه تمثال للشهيد مارجرجس، الذى يمتطى جواده وبيده السيف.

 

الاحتفال في عهد الرسول
 

ولكن رأى قلة من الباحثين أن الاحتفال الأول بالمولد كان في عهد النبي نفسه، لم تكن صناعة الحلوى في مولده عرفا متبعا، كما يحدث في عصرنا هذا، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحتفل بيوم مولده بصيام يوم الإثنين من كل أسبوع، وحين سُئل عن صيام يوم الإثنين قال "فيه ولدت وفيه أنزل علي".

 

الجريدة الرسمية