رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تحالف الغواصات النووية.. غدر حلفاء عابر للقارات يؤهل العالم لحرب نووية

الرئيس الأمريكي بايدن
الرئيس الأمريكي بايدن والرئيس الفرنسي ماكرون

كشف ما يسمى تحالف الغواصات النووية "أوكوس"، بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا، مدى هشاشة التحالفات السياسة الدولية، بطريقة من الممكن أن تتسبب في اندلاع حرب عالمية بين ليلة وضحاها.

ومع تصاعد الأزمة، عبَّر الأوروبيون عن تضامنهم مع فرنسا في أزمة الغواصات، واصفين تخلي أستراليا عن صفقة ضخمة تقدر قيمتها بـ 67 مليار دولار، في إطار تحالف أمريكي ــــ أسترالي جديد بأنه غير مقبول.

 

رهان بايدن 

وفي وقت تراهن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على إمكانية احتواء انتكاسة خطيرة في علاقتها مع فرنسا على خلفية ما بات يعرف بـ"أزمة الغواصات"، في المقابل لا يبدو أن سحب الغضب الفرنسي، تجاه الحلفاء التاريخيين في واشنطن ولندن وكانبيرا، جراء خسارة صفقة الغواصات توشك أن تزول.

 

وأظهرت فرنسا، التي استدعت سفيريها في واشنطن وكانبيرا بخطوة غير مسبوقة السبت الماضي، تمسكها برهان خطير ودخلت بمواجهة مفتوحة مع أمريكا.

 

دعم أوروبى

وأعلن الاتحاد الأوروبي، على لسان المفوضية، أن ما تعرضت له فرنسا "غير مقبول" مطالبًا بمعرفة السبب.

 

وبانتظار اتصال بين الرئيسين جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي التزم الصمت علنًا بشأن الأزمة، لم يتم الإعلان عن أي لقاء مرتقب على جدول أعمال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المرتقبة الأسبوع الحالي في نيويورك مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن. كما لا ينوي لودريان عقد لقاء ثنائي مع نظيرته البريطانية الجديدة ليز تروس، فيما ألغت فرنسا لقاءات كانت مقررة الأسبوع الجاري مع وزير الدفاع البريطاني.

 

وعقد وزراء الاتحاد الأوروبي اجتماعًا، أمس، لمناقشة أزمة الغواصات وتبعاتها المحتملة على المفاوضات الجارية مع كانبيرا بشأن التجارة، لكن التأثير الدبلوماسي لباريس، القوة الرئيسية داخل التكتل بقي أقل وضوحًا، في وقت لا تبدي حليفتها ألمانيا، أي حماسة للتورط بالنزاع.

 

وبالتزامن مع لقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، عقد زعماء مجموعة الحوار الأمني الرباعية "كواد"، التي تضم أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة، قمة في نيويورك لمناقشة.

 

غضب فرنسا

وعلى الرغم من تحرك أستراليا وبريطانيا لتهدئة التوترات، فإن اجتماع رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الرئيس الأمريكي جو بايدن في إطار المجموعة الرباعية خاطر بإثارة غضب فرنسا.

 

وأمس الأول، تجاهل رئيس الوزراء البريطاني تصريحات فرنسية حادة ضد انتهازية لندن. وشدد على أن العلاقة الودية جدًّا بين بلاده وفرنسا بالغة الأهمية. وأكد أن حب لندن لباريس راسخ.

 

في المقابل، عزا مسؤولون أمريكيون رد الفعل الفرنسي إلى السياسات الفرنسية الداخلية، إذ يسعى ماكرون للفوز بفترة رئاسية ثانية، وأعربوا عن اندهاشهم من استدعائها سفيرها.

 

وأفادت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين قولهم: أن بلينكن حاول الاتصال بلودريان ليل الجمعة ـ السبت، غير أن الفرنسيين ذكروا أنهم لم يتمكنوا من تحديد موعد المكالمة.

 

تحذير كوريا الشمالية

في المقابل، حذرت كوريا الشمالية، المقربة تاريخيًّا من الصين، والتي أجرت اختبارًا لصاروخ بالستي الأسبوع الماضي، من أن الولايات المتحدة تجازف ببدء سباق تسلح نووي خطير.

 

وانتقد النظام في بيونج يانج، المتهم بنقل خبرات ذرية وباليستية إلى دول بينها باكستان وإيران، تحالف "أوكوس" ووصفه بأنه "غير مسؤول ويدمر السلام والاستقرار الإقليمي، ويقوض الجهود العالمية للحد من انتشار الأسلحة النووية".

 

وقالت وزارة خارجية كوريا الشمالية، إن الاتفاق يمثل أفعالًا ضارة وخطيرة ستخل بالتوازن الإستراتيجي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتشعل سباقًا للتسلح النووي.

 

واعتبرت أن الإعلان الأمريكي، يعني أنه يمكن لأي دولة نشر التكنولوجيا النووية إذا كان ذلك في مصلحتها، وهذا يُظهر أن الولايات المتحدة هي الجاني الرئيس على النظام الدولي، للحد من الانتشار النووي، مهددة باتخاذ إجراءات مضادة بالمثل، في حالة وجود أي تأثير سلبي ولو ضئيل في أمن بلدنا.

 

وانتقدت كوريا الشمالية ما وصفته بنهج واشنطن المزدوج في التعامل، مشيرة إلى تصريحات أدلت بها المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، بأن الولايات المتحدة لا تسعى لصراع مع الصين، لكن القرار يهدف لتعزيز الأمن الإقليمي.

 

دعوة التهدئة 

في هذه الأثناء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الولايات المتحدة والصين للتخلي عن سياسة المواجهة وإصلاح علاقتهما المختلة قبل أن تمتد مشاكلهما إلى كل العالم.

 

وسلط تحقيق أجرته صحيفة "فينانشال تايمز" البريطانية، الضوء على أسباب قرار أستراليا بإلغاء الصفقة مع فرنسا واختيار صفقة مع واشنطن ولندن، مبرزًا مزيتين: الأولى تتعلق بالفارق في تقنية الدفع بين الغواصات المتعاقد عليها مع واشنطن ولندن والغواصات الفرنسية، والثانية، أن الصفقة مع واشنطن ولندن تزيد قدرات أستراليا التسليحية بشكل كبير.

 

ويوضح التقرير أن الغواصات الفرنسية التي ألغيت صفقتها مزودة بمحركات كهربائية تشحن بمحركات الديزل ويمكن تشغيلها بصمت عن طريق إيقاف المحركات والاعتماد على البطاريات، لكن عيبها الأبرز أنها تحتاج إلى الطفو بشكل منتظم بإعادة شحن بطارياتها.

 

وفي المقابل، فإن الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية المشمولة في الصفقة الجديدة، لديها مفاعل يولد الكهرباء التي تشغل المحركات ويمكن أن تظل مغمورة تحت الماء فترات أطول بكثير إذ تستطيع أن تحمل وقودًا كافيًا لمدة تصل إلى 30 عامًا من التشغيل، وتحتاج فقط للعودة إلى البر للصيانة والإمدادات على فترات متباعدة.

Advertisements
الجريدة الرسمية