رئيس التحرير
عصام كامل

«كيروش والفراعنة».. عقبات تنتظر «الخواجة».. ليبيا.. البطولة العربية.. أمم أفريقيا.. والمونديال

كارلوس كيروش
كارلوس كيروش

السرعة التى جرت بها إقالة الكابتن حسام البدرى، المدير الفنى السابق لمنتخب كرة القدم الأول، من قيادة «الفراعنة»، والإعلان بعدها بأيام قليلة عن الاستعانة بالبرتغالى كارلوس كيروش لتولى المهمة خلفًا لـ«البدري»، دفعت البعض للحديث عن «النية المبيتة» للإطاحة بـ«البدري» منذ فترة طويلة، وتحديدًا منذ قدوم اللجنة الثلاثية برئاسة المهندس أحمد مجاهد لإدارة اتحاد الكرة، غير أن هذا السيناريو يكاد يقترب من الخيال، لا سيما أن الجميع يدرك أن «البدري» لو قاد الفريق الوطنى للفوز على الجابون لما تجرأ أي شخص على الاقتراب من الجهاز الفنى لأنه لا يعقل إقالة مدير فنى حقق الفوز فى أول جولتين.
وهناك دليل ثانٍ يدحض سيناريو «النية المبيتة» من جانب إدارة «الجبلاية» للإطاحة بالمدير الفنى لـ«الفراعنة»، والذى يتمثل فى أن اتحاد الكرة لم يدخر جهدا فى توفير كل سبل الراحة لـ«البدري» ورفاقه، لكن يمكن القول إن وجود المهندس أحمد مجاهد رئيس الاتحاد ضمن البعثة فى الجابون، كان قادرًا على اكتشاف النار التى كانت موجودة تحت الرماد، وأنه هناك خلافات ومشكلات كبيرة بين اللاعبين و«البدري» لا يمكن تجنبها، وتم ترجمتها فيما أقدم عليه مصطفى محمد مهاجم المنتخب بعد إحرازه هدف التعادل فى مرمى الجابون.
وكانت رحلة العودة من الجابون دليل على أن كل شيء انتهى، وأن مرحلة «قيادة البدرى للفراعنة» أصبحت مجرد ذكرى، لا سيما أن «مجاهد» طلب من المدير الفنى بعد الهبوط من الطائرة تقديم استقالته، وهو الخبر الذى نزل على الأخير مثل الصاعقة، حيث إنه لم يكن يتخيل أن «مجاهد» قادر على اتخاذ هذا القرار، غير أنه بمجرد وصوله إلى منزله فوجئ بقرار رسمى برحيله وتوجيه الشكر له، لتطوى صفحة من صفحات الكرة المصرية.
«مجاهد» استغل خبرات السنين فى تعيين جهاز فنى جديد، ولديه قناعة كاملة بحتمية الاستعانة بمدرب أجنبى، ولكن كيف؟ والجميع يقول إن توجه الدولة مع المدرب الوطنى، لكنه نجح فى إقناع أصحاب القرار بأن الفترة المقبلة هى «فترة الأجنبي» بكل المقاييس، ففى وقت كان الجميع يردد أسماء مدربين وطنيين فى الوقت الذى كان يتناقش فيه رئيس اتحاد الكرة مع نيلو فينجادا المدير الفنى للاتحاد فى السير الذاتية لمدربين أجانب من أجل الاستقرار على أحدهم لقيادة السفينة فى بحر متلاطم الأجواء، حتى جاء قرار الاستقرار على البرتغالى كارلوس كيروش الذى تعامل مع نجوم من العيار الثقيل خلال مشواره التدريبى من نوعية رونالدو وزين الدين زيدان.
يوم.. أسبوع.. شهر
والقارئ الجيد لمشهد الكرة المصرية يتأكد أن الفترة التى تمر بها الكرة المصرية هى فترة عصيبة، ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بمصير الجهاز الفنى أو نتائج الفريق ولكن هناك عدة محطات فى غاية الصعوبة سيكون الوقوف عندها إجباريا.
أولى هذه المحطات مباراتى المنتخب الوطنى أمام ليبيا فى الجولتين الثالثة والرابعة فى التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال قطر 2022، هاتان الجولتان حاسمتان وتحددان مصير الفراعنة فى مشوار المونديال، باعتبارهما أمام الفريق المنافس فى المجموعة وهو المنتخب الليبى العنيد، ولا بد أن يخرج المنتخب من الجولتين وهو على قمة المجموعة، لأن أي نتائج أخرى غير التربع على عرش المجموعة ستجعل مصير الفريق الوطنى بين أقدام لاعبى أنجولا والجابون وهو أمر لا يمكن التعويل عليه، وإذا حدث هذا، لا قدر الله، فإنه ستكون هناك وقفة ستقضى على الأخضر واليابس، لأنه لن يكون هناك عزيز بعد توديع تصفيات المونديال من الدور الأول، وبالتالى فإن «كيروش» استمراره مرتبط بتجاوز هذه العقبة التى تنتظره فى الأيام الأولى لتوليه المهمة مع الفريق المصرى.
تجاوز عقبة «ليبيا» أمر جيد ولكنه سيتم الانتظار حتى لا تكون هناك مفاجآت فى أجندة نوفمبر، حيث المباراتين الأخيرتين أمام أنجولا والجابون والتى يعنى الفوز بهما تجاوز المرحلة الأولى بنجاح منقطع النظر... هل ستنتهى مرحلة الخطر بعد تجاوز العقبة الأولى؟!

العقبة الثانية
 فى حالة تجاوز العقبة الأولى الخاصة بالتأهل للدور التالى والنهائى فى تصفيات مونديال قطر 2022 سيكون كارلوس كيروش على موعد مع عقبة ثانية، وهى البطولة العربية، ورغم أنها بطولة غير رسمية، إلا أن لها مردودًا كبيرًا عند الجماهير المصرية، عندما يدخل الفريق الوطنى فى تحدى كأس العرب المحدد له الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر المقبل بقطر والجميع يعلم حجم الحساسية فى المواجهات (العربية - العربية) للكرة المصرية، ولن يكون مقبولًا بأى شكل من الأشكال الابتعاد عن خوض المباراة النهائية أي كان طرفها، وهو الشرط الوحيد الذى يرضى جماهير الكرة فى مصر، فى ظل أن كل المنتخبات العربية خاصة الأفريقية من نوعية منتخبات الجزائر والمغرب وتونس ستشارك فى البطولة بدون لاعبيها المحترفين، والجميع يعلم أن اعتماد تلك المنتخبات العربية الشقيقة يكون أساسيا على محترفيها فى الدوريات الأوروبية، وبالتالى فإن ما يراه البعض سهلا يبدو أنه فى غاية الصعوبة ويحتاج إلى عزيمة وإرادة لتحقيق التفوق فى العقبة الثانية وتجاوزها من أجل الاستمرار فى قيادة الكرة المصرية.

العقبة الثالثة
هل مع الفوز بكأس العرب ستكون التحديات أمام كارلوس كيروش انتهت؟ أبدا لن تنته، بل سيظهر فى الشهر التالى، وبالتحديد فى يناير 2022 سيكون المنتخب الوطنى تحت قيادة المدير الفنى البرتغالى على موعد مع تحد جديد وهو تحدٍّ قاريّ من العيار الثقيل حيث بطولة الأمم الأفريقية بالكاميرون، والتى تم تأجيلها من 2021 بسبب ظروف كورونا، حيث يشارك المنتخب الوطنى مع 23 منتخبا أفريقيا فى أحد أكبر البطولات العالمية، والتى يحمل فيها الفريق المصرى الرقم القياسى وسبع نجوم حققها «الفراعنة» على مر التاريخ منذ انطلاق البطولة الأولى عام 1957، والحق أن الجماهير المصرية لن تقبل بأى حال من الأحوال أي نتيجة أخرى غير الدخول فى المربع الذهبى وهو مركز سيكون مقنعا بعض الشيء حتى لو لاقدر الله لم نفز بها، وبالتالى فإن الخروج من الدور الأول أو دور الـ 16 أو الـ 8، لن يكون مقبولًا، ولما لا ونذهب بعيدا خاصة أن آخر بطولة أمم أفريقيا عام 2019 التى استضافتها مصر لا يزال الجميع يتذكر أحداثها عندما خرج الفريق من دور الـ16 والذى حدث بعد الخروج أشبه بالطوفان، حيث تم توجيه الشكر للجهاز الفنى الأجنبى بقيادة المكسيكى خافيير أجيرى، وتلاه أيضا التخلص من مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة المهندس هانى أبو ريدة سواء عن طريق الإقالة أو الاستقالة فإن الأمر لم يختلف كثيرًا.
وبالتالى فإن مصير كارلوس كيروش ومعاونيه مرتبط بالنتائج فى تلك البطولة المهمة وكما قلنا ليس شرطا الفوز بالبطولة، ولكن لا بد من الوصول للمربع الذهبى لضمان الاستمرار فى قيادة الفراعنة.
العقبة الرابعة
حتى لو فاز المنتخب الوطنى ببطولة الأمم الأفريقية، فإن هذا لن يكون كافيا، لأنه فى شهر مارس سيكون على موعد مع المباراتين الفاصلتين والحاسمتين فى الوصول لمونديال قطر 2020، وحيث تمنت جماهير كرة القدم المصرية نفسها بالوصول للمونديال للمرة الثانية على التوالى، وعدم الانتظار 28 سنة كما حدث فى مونديال روسيا 2018، وبالطبع فإن المواجهة ستكون قوية وعنيفة مع أحد منتخبات الصف الأول فى أفريقيا باعتبار أن المنتخب الوطنى المصرى فى التصنيف الثانى لمنتخبات القارة الأفريقية، وفى حالة تجاوز العقبة الرابعة فإن هذا سيعنى وقتها أن الرجل نجح فى كل الاختبارات، وبعدها ربما تصنع الجماهير المصرية لـ«كيروش» تمثالا لما قدمه للكرة المصرية خلال فترة ولايته.

العالمى بريء
من داخل اتحاد الكرة ومن خلال اتصالات مؤكدة نؤكد أن النجم العالمى محمد صلاح عرف بقرار اتحاد الكرة بتولى «كيروش» مهمة قيادة المنتخب مثل كل الجماهير المصرية، خاصة وأنه غير معنى بالأمر، سواء كان موجودا «البدري» أو «كيروش» أو أي شخص آخر لا سيما أن الجهاز الفنى الذى رحل كان سببا رئيسيا فى تغيير نظامه داخل الفريق الوطنى عندما تم استثناء شرط الأقدمية لارتداء شارة القيادة، وتم منحه إياها، وكانت البداية الحقيقية مع لقاء الجابون، لكن الجميع يدرك أن محمد صلاح هو أكثر من يهتم بوصول المنتخب الوطنى لبلوغ المونديال.

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية