رئيس التحرير
عصام كامل

امرأة من الصين.. امتلكت نصف بكين واختفت في ظروف غامضة

المليارديرة ويتني
المليارديرة ويتني وزوجها

بدأت في شقة تتكون من غرفة واحدة ثم تربعت على عرش المال والأعمال في بكين التي امتلكت فيها إمبراطورية حقيقية إلا أن السقوط يأتي أسهل بكثير.. قصة أغنى امرأة في الصين. 

كانت ويهونغ ديوان، والمعروفة باسم ويتني ديوان، المثال الأبرز ورمز لكل حالم في الصين بالثراء، فبعد أن نشأت فقيرة، ثم قفزت على متن صاروخ لتُلقب بأغنى امرأة صينية، مع ثروة تتخطى  مليارات من الدولارات؛ اختفت ببساطة من شوارع بكين.

 

والقصة يروي زوجها السابق ديزموند شوم في كتابه الجديد الروليت الاحمر (سكريبنر)، الذي قال "شوهدت ديوان آخر مرة في اليوم السابق في مكتبها مترامي الأطراف في جينسيس بكين، وهو مشروع تنموي قيمته 2.5 مليار دولار، شارك الزوجان في بنائه.

 

وتابع:"تكشف قصة اختفاء ويتني عن مدى خطورة ممارسة الأعمال التجارية في الصين، حيث لا يتعلق النجاح بفطنتك بل يتعلق أكثر بصلاتك بالطبقة الأرستقراطية الحمراء؛ فعندما تعتقد أن لديك العلاقات الصحيحة، يتبين أنك مخطئ تمامًا".

 

من مشردة لإمبراطورة المال والأعمال 

وبدأت القصة مع والدة ويتني التي فرت وهي حامل بها، قبل أن تتمكن من الزواج لاحقًا، لتعيش العائلة في شقة من غرفة واحدة في بلدة صغيرة في مقاطعة شاندونغ، في أقاصي الصين بعيدًا عن أروقة عالم المال والأعمال في بكين.

 

التحقت ويتني بالجامعة في محاولتها الثانية بعد فشلها في اختبار المرة الأولى، وسجلت في معهد نانجينج للفنون التطبيقية، والذي تخرجت فيه على رأس دفعتها، ليتم تعيينها بعد فترة وجيزة، لتكون المساعد التنفيذي لرئيس الجامعة.

 

كتب شوم: "العمل مع رئيس جامعة صينية منح ويتني تعليمًا لا يقدر بثمن في كيفية التعامل مع المسئولين الصينيين، وهي مهارة شحذتها إلى حد الكمال". 

 

وتابع "لقد تعلمت كيفية تغيير موقفها ونبرة صوتها ولغتها اعتمادًا على مُحاورها؛ حيث كانت جامعتها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بجيش التحرير الشعبي، لذلك حصلت أيضًا على دورة مكثفة في التعامل مع ضباط الجيش"، وفقًا لما ذكرته صحيفة "نيويورك بوست".

 

وتابع "باختصار، تعلمت ويتني أنه لكي تنجح في أي شيء في الصين، يجب أن يكون لديك علاقات جيدة مع الآخرين، أو كما يطلق عليه بالصينية "جوانشي".

 

وفي عام 1996، أسست ويتني شركة للتطوير العقاري تسمى جريت أوشن. 

 

وبفضل "جوانشيها"، أو إجادتها التعامل مع المسئولين، في الصين التي تمتلك الحكومة فيها جميع الأراضي بالبلاد، لذا فإن بناء أي شيء يتطلب التنقل في طريقك عبر بيروقراطية مرهقة ومتعددة الطبقات. لكن ويتني، كان بإمكانها دائمًا العثور على مسئول حزبي لتخطي الشريط الأحمر ولتحصل على أراضي إمبراطوريتها المالية.

 

 المشاريع العقارية

وبعد العديد من المشاريع العقارية الناجحة في مدينة تيانجين، انتقلت ويتني إلى العاصمة بكين، في عام 2002 وبدأت في تدريب كبار المسئولين في المدينة.

 

وهناك، التقت مع زوجها السابق ديزموند شوم، وهو رجل ولد في شنجهاي ونشأ في هونغ كونغ، ودرس في أميركا وله خلفية في التمويل.

 

رحلة الزواج

وكتب شوم أنه كان المباراة المثالية لويتني البالغة من العمر 36 عامًا، والتي شعرت أن الوقت قد حان للزواج. حيث أصبح اتحادهم صفقة تجارية بقدر ما أصبح زواجًا.

 

وجاءت صفقة ويتني الأولى بمليار دولار عندما كانت قادرة على الشراء في شركة صينية ناشئة تدعى "بنج ان" مع رئيس الوزراء كشريك خفي لها. 

 

وعندما طُرحت الشركة في البورصة بعد بضع سنوات باعت ويتني حصة لنفسها بقيمة 400 مليون دولار، و200 مليون دولار أخرى لعائلة وين.

 

فيما كانت ثاني صفقاتها الضخمة مرتبطة بمساعدة مسؤول طموح من بكين باسم سون زينجكاي، ببناء أكبر منشأة لوجستية للشحن الجوي في الصين، وهي محطة شحن مطار بكين، والتي حولتها إلى مليارديرة.

 

نهاية الحلم

و في سبتمبر 2017، اختفت ويتني. وفي نفس الشهر الذي اختفت فيه ويتني، طُرد شريكها وداعمها سون من الحزب. وبحلول مايو من العام التالي، حُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة "الرشوة". 

 

وأفادت وسائل الإعلام الصينية أنه حصل على أكثر من 26 مليون دولار في شكل رشاوى مباشرة أو من خلال أطراف ثالثة محددة، وأن "الأطراف المعينة" تضم سيدتي أعمال، إحداهما كانت ويتني.

 

وبعد أربع سنوات، لا يزال مكان ويتني مجهولًا. فيما يعيش زوجها السابق، في بريطانيا مع ابنهما البالغ من العمر الآن 13 عامًا.

الجريدة الرسمية