رئيس التحرير
عصام كامل

صندوق تحيا مصر والأموال المنهوبة

تحدث الرئيس السيسي أمس عن دور صندوق تحيا مصر في العديد من المجالات ومنها تطوير العشوائيات وحل أزمات الغارمين والغارمات، ووجه الرئيس الشكر للقائمين على الصندوق والجمعيات الخيرية التي ساهمت في حل العديد من مشاكل المواطنين، وفي الاحتفالية التي نظمها صندوق تحيا مصر بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي بمناسبة اليوم العالمي للعمل الخيري طالب الرئيس بضرورة تعظيم موارد الصندوق، مؤكدًا أن المائة مليار جنيه التي طالب بجمعها للصندوق لم تكتمل حتى الآن، وعلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن يبحث عن موارد لتعظيم ميزانية صندوق تحيا مصر لينعكس ذلك إيجابيًا على المواطن المصري.

 

وللدكتور مصطفى مدبولي.. ولكل من يرغب في زيادة موارد صندوق تحيا مصر نوجه عناية سيادتكم إلى أن المسئولين عن الإعلام قادرون على جمع مئات الملايين في فترة وجيزة.. هناك بيزنس خيري موازي للجمعيات الخيرية التي تعمل في النور، هذا البيزنس قائم على إبتزاز البسطاء، ويحقق أرباحًا طائلة لإداراته المجهولة، أدوات هذا البيزنس عدد من الشيوخ، يرتدون زي الأزهر أو لا يرتدون، يطلون من قنوات تبث من خلال النايل سات، لا نعرف لها لا أصحاب ولا إدارات ولا مقرات..

ابتزاز البسطاء

 يظهر الشيخ بجوار مسجد صغير في إحدى القرى، أو منزل يحتاج إلى سقف خشبي أو وصلة مياه، ويبدأ الشيخ في إبتزاز المشاهدين مستخدمًا آيات قرآنية وأحاديث نبوية ويصف لهم الجنة التي تنتظرهم إذا تبرعوا لإستكمال بناء المسجد أو المنزل، ويبدأ في عمل لقاءات مع أهل القرية أو صاحب المنزل المحاط بأطفاله، أرقام الهواتف مكتوبة على الشاشة لمن يرغب في التواصل للتبرع من داخل مصر وخارجها، وتجد شيوخًا آخرين يطلون من شاشات أخرى بجوار شتلات النخيل، ويطالبون المشاهدين بالتبرع بثمن نخلة يتم زراعتها ورعايتها حتى تكبر وتثمر على أن تذهب ثمارها بعد ذلك للفقراء..

 وللأسف..هذه الوسيلة لجمع التبرعات بدأت تزحف لقنوات كبيرة، حيث يتم شراء ساعات بث من أصحاب القنوات، وأمام المبالغ الطائلة المدفوعة.. يغمض أصحاب القنوات أعينهم عن المحتوى، وقنوات أخرى مجهولة برعت في إستضافة مرضى يبحثون عن علاج، وناهيك عن الشكل الذي يظهر به المريض والذي يسيء لمصر.. يظل المذيع المجهول يضغط على المريض حتى يبكي، وكلما بكى..كلما زادت التبرعات.

تساؤلات كثيرة ترتبط بهذه الظاهرة التي تنهب أموال المصريين أبرزها.. إذا كانت جمعية مجهولة تدفع لقناة واحدة أكثر من مليون جنيه شهريًا مقابل شراء نصف ساعة بث يوميًا.. فما حجم التبرعات التي تجمعها هذه الجمعية ؟ وماذا عن أجور الشيوخ الذين يتنافسون للعمل مع هذه الجمعيات؟ أعرف أحدهم وقد عمل لفترة مع جمعية ثم إنبرى في الهجوم عليها بعد أن إكتشف حجم ما تجمعه من تبرعات لا تذهب لمستحقيها.

هذا البيزنس الذي يعمل منذ سنوات.. يستهدف البسطاء الذين يبادرون بالتبرع بعد التلاعب بمشاعرهم، ربما لا يدرك البعض حجم هذا البيزنس، لكن التوقف أمام هذا الملف ودراسته بنزاهة سوف يقودنا إلى مبالغ ضخمة كفيلة بتعظيم موارد صندوق تحيا مصر وإذا كان الصندوق لا يريد هذه الأموال.. وإذا لم تتم محاسبة القائمين على هذه الجمعيات والقنوات بأثر رجعي.. فعلينا وقف إبتزاز البسطاء تحت شعار العمل الخيري.

تقنين وضع هذه الجمعيات أو تحويل تبرعاتها لصندوق تحيا مصر مسئولية وزارة التضامن الإجتماعي، أما حصرها ومتابعتها ومعرفة ماهية القنوات التي أنشئت من أجلها فمنوط بالمسئولين عن الإعلام.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية