رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اعمل نفسك ميت

يبدو أن الإفيه الأشهر للراحل علاء ولي الدين (اعمل نفسك ميت) أصبح شعارًا يرفعه بعض المسئولين حفاظًا على مناصبهم، يعملون أنفسهم أمواتًا فيصمتون عن الكلام، ويكفنون القضايا الجدلية التي تستدعي المواجهة ويدفنونها، ولا يعودون إلى ذكرها لا تصريحًا ولا تلميحًا حتى لو كانت هذه القضايا من صنيعتهم، فإذا سألتهم أداروا ظهورهم، وإذا كتبت طمعًا في رد فقد أسمعت لو ناديت حيًا، لكن لا حياة لمن تنادي.

 

الأسبوع الماضي.. تولى أحد المذيعين الإذاعة رئاسة شبكة إذاعية مهمة بموجب قرار صدر من رئاسة الإذاعة، وهو القرار الذي أسعد جمهور المذيع وبعض زملائه، اندفع المذيع للتهليل على فيسبوك عبر حسابه الخاص، يشيد بالقرار ويشكر المسئولين الذين منحوه ثقتهم، ثم وجه الشكر للملايين الذين فرحوا بالقرار وأرسلوا له برقيات التهنئة، ومثله هلل بعض زملائه على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي بعض المواقع الإلكترونية نشر الخبر، إهتمام كبير وترحيب بالقرار وفي مقدمتهم وزيرة التضامن الاجتماعي التي وجهت الشكر لمتخذ القرار.

احتفاء ثم هروب

الاحتفاء الكبير بإختيار المذيع للمنصب وخاصة من وزيرة التضامن وجمهور المذيع دفع رئيس الإذاعة لاستدعاء الرجل والتقط معه صورًا ونشرها على فيسبوك، ثم استدعاه رئيس الهيئة الوطنية للإعلام والتقط هو الآخر معه صورًا ونشرها على حساب الهيئة في فيسبوك، هكذا حاول كل مسئول من جانبه أن ينسب الإنجاز الكبير لنفسه بالتواجد في (اللقطة).

 

لم أقرأ كلمة واحدة تشكك في قدرات المذيع، لكني قرأت في اليوم التالي لمهرجان الصور عدد كبير من البوستات على فيسبوك تشكك في ميول المذيع السياسية، وأنه كان داعمًا لجماعة الإخوان، وطالما هاجم بعض مؤسسات الدولة والشخصيات التي هاجمت جماعة الإخوان، وبعد تداول بوستات المذيع التي تناولت تعاطفه مع الإخوان وهجومه على مؤسسات الدولة الذي إستمر لسنوات.. تبدل الحال، حيث سارع المسئولون بحذف الصور التي التقطوها معه، وبعد أن كان كل مسئول ينسب القرار لنفسه.. صار ينسبه لغيره ويرفع شعار الضمانة الوحيدة للبقاء في المنصب ( اعمل نفسك ميت ) 

لن أطلب استبعاد الرجل من منصبه أو الإبقاء عليه، فمثله هاجم مؤسسات الدولة ودافع عن الإخوان وعمل معهم حتى اللحظة الأخيرة وما زال موجودًا في الصدارة، وحصل على مناصب ومميزات أعيت من كانوا شهودًا على مواقفه، لكني كنت أتمنى أن يخرج رئيس الإذاعة ليدافع عن اختياره أو يعتذر عنه، أو يخرج رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ليدافع هو الآخر أو يعتذر، لكن هذا لم يحدث، ولن يحدث.

besheerhassan7@gmail.com

Advertisements
الجريدة الرسمية