رئيس التحرير
عصام كامل

المعلم الوحيد.. يمنية تحول منزلها إلى مدرسة|صور

لم تقف اليمنية آمنة مهدي صامتة حين وجدت بلدتها الريفية التي انتقلت إليها في مديرية التحيتا، جنوب مدينة الحديدة، تفتقر إلى المدارس.

مدرسة لتعليم الأطفال

فقد قررت تحويل منزل عش الزوجية إلى مدرسة لتعليم الأطفال أبجديات القراءة والكتابة.


كان ذلك القرار بنظر سكان قرية بني محب عظيما من امرأة قادمة من وسط مدينة الحديدة، كما يحمل جانبا إنسانيا ذات أهمية، يتمحور حول تجنيب أطفال تلك القرية الوقوع في الأمية، والحرمان من التعليم.

وخلال الأيام الأولى من تنفيذ فكرتها الطموحة، بدأ عدد الطلاب في الازدياد، فيما كانت الفصول التعليمية تتزايد حتى وصل عددها إلى 6 فصول، بعدما جذبت مبادرتها طلابا وطالبات من مختلف الأعمار، بعضهم تخطى سن الثانية عشر.

تتولى آمنة تعليم الطلاب في الفصول بمفردها على فترتين، تبدأ الأولى عند 8 صباحا، حتى 12 ظهرا، ومن 2 بعد الظهر، حتى 8 مساء.

تقول آمنة في تصريحات صحفية إنها فخورة بالقيام بهذا العمل بمفردها، غير أنها أصبحت بحاجة إلى من يقف بجانبها، ويساعدها في تعليم الطلاب الذين وصل عددهم إلى أكثر من 200 طالب وطالبة.

وبالرغم من الآمال الواسعة في إيجاد أشخاص للعمل معها بشكل مجاني، إلا أنها تستبعد حدوث ذلك، فقريتها الريفية النائية، تفتقر إلى وجود الأشخاص المتعلمين الراغبين في العمل بشكل طوعي لتعليم الصغار.

 قرية بني محب 

تضيف أن الرجال في قرية بني محب عادة ما يكونوا مشغولين في تأدية الأعمال التي توفر القوت، لأسرهم، وأن النساء أمثالها لم يحصلن في السابق على التعليم الذي يؤهلهن للقيام بهذا الدور، بسبب غياب المدارس الحكومية.

وتؤكد أنها اعتادت على القيام بهذا العمل منذ 9 سنوات، وأن مجيء  الطلاب إلى منزلها صباحا يجعلها تشعر بالاعتزاز، بعدما أسهمت في تجنب وقوعهم في براثن الأمية.

لكن المدرسة المؤقتة تعاني من نقص في أدوات التعليم، وغياب الكتاب المدرسي الحديث، فضلا عن عدم وجود فصول دراسية تتسع للأعداد المتزايدة في تلك البلدة الريفية.

كما أن الأستاذة آمنة تعمل بدون وظيفة رسمية منذ نحو 9 سنوات، وهي بحاجة إلى بعض المال لشراء احتياجاتها الشخصية.

غير أن ذلك لم يكن عائقا أمام طموحها إذ تقوم بتعليم كل فصل مدة ساعتين يوميا ويمتد نشاطها حتى 8 مساء، كما أن 4 طالبات أبدين مؤخرا استعدادهن لمساعدتها في المهمة الإنسانية التي تقوم بها.

وترى آمنة مهدي أنها بحاجة إلى مدرسة حكومية، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب الذين يشكون من أشعة الشمس الحارقة في فصولهم المكشوفة، لا سيما وأن أغلب الفصول تقع في حوش المنزل، في منطقة تعد ذات طقس حار جدا.

وتؤكد الأستاذة آمنة أن العمل الطوعي ليس سيئا، خصوصا عندما يتعلق الأمر بتعليم الأطفال، فحينما تشاهدهم قادرين على القراءة والكتابة، فإن ذلك يمنحك رغبة بالاستمرار رغم كل الصعاب.

الجريدة الرسمية