رئيس التحرير
عصام كامل

آية أحمد محمود تكتب: بين الدنيا والآخرة

بين الدنيا والآخرة
بين الدنيا والآخرة

مجلسنا مأتم للذنوب والبكاء ويوم القيامة ميعاد لهتك الغطاء.. "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"..

إنَّ في القيامة لحسرات وإنَّ في الحشر لزفرات، وإن عند الصراطِ لعثرات، وإنَّ عند الميزان لعبرات، وإنَّ الظلمَ يومئذ ظلمات والكتب تحوى حتى النظرات وإن الحسرة العظمى عند السيئات.. فريق في الجنة يرتقون في الدرجات وفريق في السعير يهبطون الدركات، وما بينك وبين هذا إلاَّ أن يقال‏:‏ فلان مات، وتقول‏:‏ رَبِّ ارجعوني فيقال‏: فات. 

فبدلًا من ذلك فكِّروا فى الحشر والميعاد، وتذكروا حين تقوم الأشهاد.

 

كثرة الملهيات

 

نعم كثُرت الملهيات فى زماننا وكثُرت المعاصي، وكأن لاقيامة لنا، ولا حسابَ علينا.. أصبحنا نجاهر بالمعصية ونسئ بالألقاب والألفاظ وكأن لا رقيب ولا عتيد علينا.

"وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا".

بالله عليكم هل فكرتم قليلا فى يوم العرض على الرحمان يوم تُعرض عليكم الذنوب والسيئات، وما ارتكبتموه من معاصي ومحرمات ؟! قُل لي بربك بأي دفاع عن نفسك ستدافع قُل لى ماذا ستقول لربك عند الحساب؟! هل ستقول له شغلتنى أموالى؟! شغلنى أهلى وأولادى؟! ولكن كل هذا لا ولن ينفع، أنت فى يومٍ يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، أنت فى يومٍ يقول فيه الجميع نفسي نفسي.

 

اتباع الهوى

 

ماذا لو عشت كل يوم فى دنياك على أنه آخر يوم فى حياتك؟! ماذا لو اتقيت ربك فى عملك الصغير والكبير ؟!، ماذا لو كان قول القرآن هو عملك ؟! ماذا لو اتخذت مع الرسول سبيلا ولم تتخذ من اتبع الهوى خلا خليلا ؟!..تفكر قليلا فى قوله تعالى: "ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين"، تفكر قليلا فى قوله عز وجل: "ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكًا".

 

فيا قاسي القلب هَلاَّ بكيت على قسوتك، ويا ذاهل العقل في الهوى هَلاَّ ندمت على غفلتك، ويا مقبلًا على الدنيا فكأنك في حفرتك، ويا دائم المعاصي خف من غبِّ معصيتك، ويا سيئ الأعمال نُحْ على خطيئتك، ومجلسنا مَأتَمٌ للذنوب فابكوا فقد حَلَّ مِنَّا البُكَاء، ويوم القيامة ميعادنا لكشف المستور وهتك الغطاء.

Advertisements
الجريدة الرسمية