"عبادة" الصور بين الشيخ الفيل ودعاء فاروق!
اتصال على الهواء مباشرة من سيدة وفية لزوجها تسأل الشيخ أشرف الفيل عن حكم وضع صورة زوجها في المنزل بعد رحيله! السؤال نفسه يعكس الحالة التي أوصلنا إليها بعض شيوخنا حتى أصبحنا نسأل في البديهيات وقد حسمت عقلا ومنطقا!
الإعلامية المستنيرة المحترمة دعاء فاروق -ببرنامجها "إسأل" علي قناة النهار- تنقل السؤال للشيخ الفيل الذي يندفع على الفور للرد على السؤال ليس كما يرى ويجتهد لكن كما حفظ ونقل.. ويقول إن في الأمر رأيين أحدهما يرفض ويحرم والآخر يبيح بشروط! تحتج الإعلامية الراقية علي الإجابة.. وكيف في عصرنا يقال ذلك؟ الشيخ الفيل يحاول إنهاء الأمر بالضربة القاضية فيلجأ للحل الدائم "إنه كلام الفقهاء" ويستدرك فذاك لا يكفي فيكمل ليقول "هذا رأي الشرع"! ليكون أي اعتراض لمقدمة البرنامج هو اعتراض على الشرع نفسه!
هذه الصيغة في تقديم برامج الفتاوي آن الأوان أن تتوقف.. والكلام عن تجديد الخطاب الديني لا يتبغي أن يتوقف.. فالشيخ الفيل يعرف بالتأكيد الفرق بين الفقه والشريعة لكنه يأبي أن يخسر معركة.. والشيخ الفيل يدرك أنه لا يصح أن يحكم القرن الواحد والعشرين بفتاوي من القرنين الأول والثاني الهجري.. والشيخ الفيل يدرك أن القاعدة الفقهية تقول أن "الحكم يدور مع العلة وجودا وعدما" أي أن الأحكام الفقهية التي قيلت في عهود قريبة من عبادة الاصنام خوفا من العودة إليها تنتهي مع الإيمان بعدم العودة لعبادتها.. وبالتالي حكم الخوف من التماثيل والصور المجسمة تنتهي لعدم وجود أي إحتمال للعودة لعبادة الاصنام!
تجديد الخطاب الديني
الشيخ الفيل لم يتأمل صيغة التحريم في القرآن العظيم "فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ" ولم يقل "فاجتنبوا الأوثان" والفرق كبير وبسيط ويعني أن علة تحريم الأوثان ليس في ذاتها وإنما في عبادتها.. وطبق المسلمون الأوائل هذا الوعي بصحيح الاسلام ولم يقتربوا من الآثار المصرية بعد دخول الإسلام لمصر لإدراكهم إنها ليست للعبادة!
يا سادة توقفوا عن تشويه دين الله العزيز الحكيم.. وهو في الأصل دين الحضارة والتقدم والعلم الذي أمرنا أن نطلبه من المهد الي اللحد.. ولا يصح ان نقدم للناس ما يتعارض مع المنطق والعقل.. ونشغل الناس بتوافه الأمور من كون الصورة كاملة أم غير مكتملة. أو تمثال لقطة كامل أم منقوص خوفا من عبادته!
اتقوا الله.. وتوقفوا عن الاستسلام لـ "مدرسة النقل" في فهم وتقديم الإسلام.. مدرسة العقل وحدها الصالحة لزماننا ولكل زمان!
بقي سيدة -يا شيخ أشرف- تضع صورة لزوجها أو أبيها أو أخيها في بيتها يحتمل أن تعبده؟! بدلا من مدحها لوفائها نربك حياتها كلها؟! وتغضبوا عندما نتحدث عن التجديد؟!
ارحمونا يرحمكم الله !