رئيس التحرير
عصام كامل

5.5 مليون دولار تعويض.. أغرب دعوى قضائية تشهدها المحاكم الأمريكية

محكمة أمريكية
محكمة أمريكية

تقدم رجل من تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية بدعوى قضائية ضد أحد المطاعم طالب فيها بتعويض بلغت قيمة 5.5 مليون دولار، بعد ادعائه أن المطعم كان مهملًا بتقديم الكثير من المشروبات الكحولية له.  


وحصل الرجل على قيمة التعويض المالي والذي بلغ 5.5 مليون دولار، في أغرب دعوى قضائية.

جروح خطيرة

وتعود تفاصيل الواقعة  لعام 2019، بعدما غادر دانيال راولز مطعم La Fogata Mexican Grill وهو في حالة سكر، وانتهى به الأمر بالقتال مع رجل آخر في موقف للسيارات، الأمر الذي أدى إلى إصابته بجروح خطيرة في منطقة الرأس.

وحسبما ذكرت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية، فقد كان دانيال والرجل الذي تشاجر معه، يتناولان مشروبات كحولية في مطعم بمدينة أندروز بتكساس، وقد أصيب الأول في رأسه بعد سقوطه على حافة إسمنتية.


ونصت الدعوى المقامة بحق المطعم، أن مالكه ونادل لم يذكر اسمه، يعدان مسؤولين عن إصابة دانيال، وذلك للسماح لهما بالمبالغة في شرب الكحوليات، ومغادرة المكان وهما في حالة سكر شديد.

 

تقديم الكحول

وكذلك زعمت الدعوى، أن النادل لم يتلق تدريبًا كافيًّا حول الفترات التي ينبغي عندها التوقف عن تقديم الكحوليات للزبائن، هذا إلى جانب اتهام صاحب المطعم بعدم تبنيه قواعد السلامة فيما يتعلق بساحة الانتظار الخارجية والتي شهدت العراك بين الرجلين.

وتعد الكحوليات وإدمانها موضوعا مثير للجدل في الأوساط الأمريكية منذ حقبة المستعمرات، وكان المجتمع بشكل عام يعتبر الإسراف في شرب الكحوليات أمرًا غير مقبول. 


وعندما يفشل العرف الاجتماعي في السيطرة على مساوئ شرب الكحوليات، لم تكن تردد الحكومة في إصدار قوانين تؤدي هذا المبتغى؛ في مايو 1657 أصدرت محكمة ماساتشوسيتس العامة قانونا يحظر بيع الكحوليات تحت أي مسمى. 


وكتب بنجامين رش طبيب وأحد الآباء المؤسسون للولايات المتحدة أن السكر المسرف في شرب الكحوليات ذا آثار جسيمة على الصحة البدنية والنفسية للإنسان بل أنه وصف السكر بالمرض، ولكنه لم يؤمن بمنعها وحث على التوازن عند استهلاكها. 


وتأثر عدد من المزارعين بكتابات رش وظهرت حركة الاعتدال عام 1789 في كونيتيكت وفرجينيا عام 1800 ونيويورك عام 1808 حتى بلغ عددها ثمان جمعيات عبر الولايات المتحدة، تباينت مطالبها ما بين منع كلي لتداول الكحوليات وترشيد إستخدامها للرجال والنساء على حد سواء. 


وكان استهلاك الرجال للكحوليات ذلك الزمن أكثر من النساء، إذ كان الرجال يستمتعون بشربها ويعتبرونها مهمة لصحتهم بينما كان النساء الطبقة الوسطى أكثر محافظة واعتبرن استهلاك الكحوليات خطرا يهدد استقرار المنزل كونهن من كان يمسك بزمام السلطة الأخلاقية داخله. 

الجريدة الرسمية