رئيس التحرير
عصام كامل

نرمين رفيق تكتب.. الحلم الأولمبي

نرمين رفيق
نرمين رفيق

تابعت في الأيام الماضية حوارات وكتابات ولقاءات كثيرة تتعلق بميداليات طوكيو والمبالغ التي تم صرفها علي المنتخبات في اللعبات المختلفة وهل ذلك يعد إهدار مال عام للدول وفساد من المسؤولين.. أم هناك تفسير آخر.. وكوني أحد المتخصصين في المجال الرياضي توارد لذهني سؤال هام.


لماذا تقوم الدول بصرف تلك الملايين علي الأداء الرياضي وتقديم هذا الدعم الكبير للاتحادات الأهلية.. 
- هل من أجل إعداد اللاعبين واللاعبات بغرض التأهل للمشاركة في الدورات الأولمبية؟
- أم من أجل الحصول علي ميداليات أولمبية مضمونة ؟؟؟ 
والفرق بين الإجابتين كبير قد لا يلحظه غير المتخصصين.. 
فلو كان الهدف ميداليات أولمبية فيجب عدم إغفال أن معظم المؤهلين من لاعبينا كان من خلال البطولة القارية الأفريقية.. والقارة الأفريقية تسبقها قارات كبرى في معظم الرياضات وتصنيف وترتيب معظم لاعبي تلك القارات يسبق معظم لاعبينا بفارق لا يمكن إغفاله.. نعم قد يدفع الحماس واللعب الرجولي والقتال والطموح أن يظفر بعض اللاعبين واللاعبات الأعلى مستوى
ببعض الميداليات ولكن ليس من المنطق توقع ذلك من الجميع. 
 

و لو كانت الميداليات هي الهدف الرئيسي من المشاركات في الدورات الأولمبية فلماذا لا تضع الدول شروطًا محددة للمشاركة الأولمبية وهو أن يكون التأهل للأولمبياد من خلال بطولات عالم كبرى وبطولات دولية مؤهلة وتصنيف دوري للاعب حتى عام الأوليمبياد ووفقًا للنتائج والأرقام.. وعليه يتم تصنيف اللاعبين واللاعبات وتحديد من سيشارك ومن سيبقى.. وبذلك ستوفر الدول الكثير من مصروفات البعثات والإعداد والتأهيل القاري.


و لكن هل بالفعل الدول تستطيع ان تتخذ هذه القرارات وتحصر المشاركة الأولمبية في لاعبي المستويات العالية فقط؟؟
أعتقد أن ذلك ليس بالقرار السهل على دولة ما تتسيد القارة السمراء في معظم الرياضات أن تتخلى عن كوتة مضمونة للمشاركات الأولمبية والتواجد بين الكبار حتى لو كانت الأضعف.


ليس من السهل علي شعوب ترتبط فيها الرياضة بالأمن القومي للدولة من خلال استثمار طاقات الشباب والحول دون التجنيس الرياضي أو الانغماس في أنشطة معادية للدولة أن تتخذ قرارات من شأنها حصر المشاركات في الأبطال والمصنفين العالميين وما سيترتب عليها من عزوف الكثيرين من النشء والشباب عن الممارسة الرياضية..


المشاركة الأولمبية. حلم لأي لاعب مارس لعبة ما وتمنى أن يكون بطًلا يومًا ومشاركا في الألعاب الأولمبية.


وعليه سيكون من الصعب حصر المشاركات في لاعبي المستويات العليا فقط دون غيرهم من اللاعبين.. ولكن ليس من الصعب وضع معايير وضوابط فنية لتقنين الأمر بموضوعية.


فرفقًا بأبنائنا من اللاعبين واللاعبات فهم يبذلون أقصى ما لديهم من جهد وتدريب في ضوء الخبرة والعلم المتاح والدعم المادي.
فرفقا بأحلامهم الصغيرة.

الجريدة الرسمية