رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كابوس 1991 يؤرقه.. سر إعلان رئيس وزراء إثيوبيا لـ"النفير العام"

أبي أحمد رئيس الوزراء
أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي

أعنت الحكومة الإثيوبية، برئاسة أبي أحمد، عند تحركات عسكرية تعبر عن تحولات خطيرة تشهدها إثيوبيا، ومنها إلغاء القرار السابق بوقف النار في إقليم تيجراي وإعطاء أوامر للجيش بالتحرك، ودعوة "جميع الإثيوبيين المؤهلين والبالغين" للانضمام إلى القوات المسلحة، بعد شعور رئيس الوزراء الإثيوبي بالخطر من تقدم قوات تيجراي المتسارع جنوبًا، بما عزز مخاوفه من تكرار سيناريو عام 1991م.


وأعلن مكتب رئيس الوزراء في بيان: "حان الوقت لجميع الإثيوبيين المؤهلين والبالغين للانضمام إلى قوات الدفاع والقوات الخاصة والميليشيات، وإظهار وطنيتهم"، وذلك بعدما أعلن قبل أقل من شهرين وقف إطلاق نار من طرف واحد.

قوات إثيوبية 

ويشهد شمال إثيوبيا نزاعًا منذ نوفمبر الماضي، بعدما أرسل آبي أحمد قوات للإطاحة بجبهة تحرير شعب تيجراي، الحزب الحاكم في الإقليم والذي هيمن على الساحة السياسية الوطنية مدى ثلاثة عقود قبل تسلّم آبي السلطة في 2018، وكانت الخطوة ردا على هجمات نفّذتها الجبهة ضد معسكرات للجيش، بحسب آبي.


وبعدما أعلن آبي النصر في نهاية نوفمبر إثر السيطرة على عاصمة الإقليم ميكيلي، اتّخذت الحرب منعطفا مفاجئا في يونيو عندما استعادت قوات موالية لجبهة تحرير شعب تيجراي ميكيلي وانسحب منه القسم الأكبر من القوات الإثيوبية.

وقف النار من جانب واحد

كما أعلن بعدها وقف إطلاق نار من جانب واحد برره رسميا باعتبارات إنسانية، وانسحاب الجنود الإثيوبيين، واصلت جبهة تحرير شعب تيجراي هجومها شرقا باتجاه عفر وجنوبا باتجاه أمهرة.

إلا أن الجبهة تؤكد أنها لا تريد السيطرة على أراض في أمهرة أو عفر، بل تريد تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة ومنع القوات الحكومية من حشد صفوفها من جديد.


وأسفرت تسعة أشهر من النزاع عن سقوط آلاف القتلى ونزوح عشرات الآلاف، فيما يسود المنطقة وضع إنساني كارثي.

وحذرت الأمم المتحدة بأن نحو 400 ألف شخص في تيجراي "يعانون من المجاعة".

كما أفاد المدير الإقليمي لشرق أفريقيا في برنامج الأغذية العالمي مايكل دانفورد الاثنين أن خطر مجاعة يهدد المدنيين في عفر وأمهرة بسبب النزاع، في بيان أكّد فيه أن 300 ألف شخص في هاتين المنطقتين يواجهون "حالات طوارئ" غذائية.

جنرال محنك

وأعادت انتصارات شعب تيجراي المتواصلة، والتي أجبرت أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي على الانسحاب من تيجراي،الأذهان إلى الفترة التي قاد فيها جنرال عسكري محنك، وصفه خبراء الأمن الدولي، بأنه من أفضل الاستراتيجيين العسكريين بين أبناء جيله في إفريقيا تسادكان جبريتنساي، قوات تيجراي للسيطرة على العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
 

تنظيم القوات

وتخلى الرجل البالغ من العمر 68 عامًا، عن شهادته العلمية في علم الأحياء التي حصل عليها في جامعة أديس أبابا عام 1976، للانضمام إلى جبهة تحرير شعب تيجراي التي كانت وقتذاك، عبارة عن مجموعة مكونة من بضع مئات من مقاتلي حرب العصابات ( الكوريلا) وكانوا ينتشرون في جبال نائية تقاتل نظام منغستو هيلا مريام، الماركسي.

وبفضل مهاراته التحليلية والتنظيمية وقدرته على كسب ثقة المقاتلين، أصبح أحد أكثر قادة العمليات الذين حظوا بالاحترام بحلول أواخر الثمانينيات.

كابوس 1991

وبحلول عام 1991، تحولت جبهة تحرير شعب تيجراي، إلى جيش ضخم يزيد قوامه عن أكثر من 100 ألف مقاتل، وشملت فرقًا خاصة تمتلك آليات ومعدات عسكرية.

السيطرة على أديس أبابا

وفي مايو من العام نفسه، قاد الجنرال تسادكان، الهجوم إلى جانب القوات الإريترية التي كانت متحالفة مع جبهة تحرير تيجراي آنذاك، على العاصمة وانتهى بسيطرة الجبهة على العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، والإطاحة بنظام منجستو.

ومع تقدم مقاتلي الجبهة في المدينة اتخذ الجنرال من منزل قرب فندق هيلتون مقرًا مؤقتًا له، فكانت تلك هي المرة الأولى التي ينام فيها تسادكان على سرير نوم منذ 15 عامًا.

وسرعان ما أعادت قوات تيجراي تحت قيادته، النظام إلى العاصمة ودخلوا المدينة في 28 مايو، ودُفعت رواتب المتقاعدين والموظفين بعد مرور ثلاثة أيام فقط.

بناء الجيش الإثيوبي

وعلى مدى السنوات السبع التالية، قاد الجنرال عملية إعادة بناء الجيش الإثيوبي، ومُنح رتبة جنرال ومنصب رئيس الأركان.

Advertisements
الجريدة الرسمية