رئيس التحرير
عصام كامل

أول تحرك من الحكومة اللبنانية ضد التصعيد بين حزب الله وإسرائيل

حسان دياب
حسان دياب

دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب إلى الضغط على إسرائيل من أجل استعادة الهدوء عند الحدود، وسط جولة جديدة من التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله". 

 


وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان أن دياب أجرى سلسلة اتصالات بهدف احتواء التصعيد في جنوب لبنان عبر الالتزام التام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

 

انتهاك السيادة اللبنانية


وشدد رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسب الوكالة، على ضرورة "عودة الهدوء ووقف الخروقات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية"، لافتا إلى أن هذه الخروقات بلغت ذروتها أمس بالغارة التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي على لبنان. 

 

وحذر دياب من أن هذه الخروقات تشكل "تهديدا مباشرا وقويا للقرار 1701"، داعيا إلى "الضغط على إسرائيل وإلزامها باحترام القرار 1701 ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية". 

 

ويأتي ذلك على خلفية ثاني جولة من القصف المتبادل بين إسرائيل ولبنان منذ مطلع الأسبوع. 


في السياق ذاته أعلن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري أن مستجدات الوضع عند الحدود مع إسرائيل خطيرة للغاية وتشكل تهديدا غير مسبوق لقرار مجلس الأمن رقم 1701. 

 

وشدد الحريري الذي اعتذر في يوليو الماضي عن تشكيل الحكومة، في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه في "تويتر" اليوم الجمعة، على أن الوضع عند الحدود مع إسرائيل خطير جدا ويشكل "تهديدا غير مسبوق" لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، مضيفا: "استخدام الجنوب منصة لصراعات إقليمية غير محسوبة النتائج والتداعيات خطوة في المجهول تضع لبنان كله في مرمى حروب الآخرين على أرضه". 

 

وقال رئيس الوزراء السابق إن لبنان ليس جزءا من الاشتباك الإيراني- الإسرائيلي في بحر عمان، مشيرا إلى أن الدولة اللبنانية وقواها العسكرية والأمنية الشرعية تتحمل المسؤولية عن حماية المواطنين وتوفير مقومات السيادة. 

 

تصعيد حدودي

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أن المدفعية الإسرائيلية تقصف عدة مناطق في جنوب لبنان أطلقت منها صواريخ باتجاه شمال إسرائيل وهضبة الجولان. 


وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي  في بيان "أطلقت أكثر من 10 صواريخ من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية. معظم الصواريخ اعترضها نظام الدفاع الجوي".


وأضاف أن الصواريخ الأخرى سقطت في مناطق غير مأهولة.


ومن جهتها، نشرت هيئة البث الإسرائيلية "كان" لقطات توثق سماع دوي انفجارات في سماء المنطقة، فيما تتحدث تقارير صحفية عبرية عن إطلاق 10 صواريخ على الأقل من منطقة مزارع شبعا جنوب لبنان نحو الجليل الأعلى.


وقررت سلطات بلدية كريات شمونة الإسرائيلية في الجليل فتح الملاجئ للمواطنين للمرة الثانية منذ مطلع الأسبوع الجاري.


من جانبه، تبنى حزب الله اللبناني رسميا في بيان قصف إسرائيل، وقال البيان إن عناصر الحزب أطلقت عشرات القذائف تجاه أراضٍ مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم.


القبة الحديدية


وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة تصدي القبة الحديدية لـ10 صواريخ أطلقت من لبنان تجاه أراضيه.


ويأتي ذلك بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق اليوم الجمعة، انطلاق صافرات الإنذار من سقوط صواريخ في شمال إسرائيل ومرتفعات الجولان.

 

وكان  الرئيس اللبناني ميشال عون، اعتبر أمس الخميس، أن استهداف إسرائيل مواقع لبنانية يؤشر على "وجود نوايا عدوانية".

 

ووفق بيان للرئاسة اللبنانية، أطلع قادة الجيش اللبناني، عون، على نتائج التحقيقات المتعلقة بعملية إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية أمس من قبل إسرائيل، والإجراءات الواجب اتخاذها في هذا الشأن.

 

وقال الرئيس اللبناني خلال اجتماع بقادة الجيش إن "تقديم الشكوى إلى الأمم المتحدة خطوة لابد منها لردع إسرائيل عن استمرار اعتداءاتها على لبنان"، وفق البيان.

 

السلاح الجوي
 

وتابع الرئيس اللبناني: "استخدام إسرائيل لسلاحها الجوي في استهداف قرى لبنانية هو الأول من نوعه منذ 2006 (في إشارة إلى الحرب التي اندلعت حينها) ويؤشر إلى وجود نوايا عدوانية تصعيدية تتزامن مع التهديدات المتواصلة ضد لبنان وسيادته".

 

وأشار إلى أن "ما حصل هو انتهاك فاضح وخطير لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 وتهديد مباشر للأمن والاستقرار في الجنوب".

 

وطلب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب من وزيرة الخارجية زينة عكر "الإيعاز إلى مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة السفيرة آمال مدللي تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان".

 

وقال دياب في بيان إن إسرائيل نفذت بمدفعيتها أولًا، وبطائراتها الحربية ثانيًا، "عدوانًا صريحًا على السيادة اللبنانية، واعترفت علنًا بهذا الخرق للقرار 1701، متذرّعة بسقوط صواريخ مشبوهة الأهداف والتوقيت على شمال فلسطين المحتلة من الأراضي اللبنانية، ولم تتبنّاها أيّ جهة".

 

ورأى أن هذا الهجوم "الجديد والخطير يُشكّل تهديدًا كبيرًا للهدوء على حدود لبنان الجنوبية، بعد سلسلة من الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية".

 

وأعلن سلاح الجو الإسرائيلي اليوم الخميس شن أولى ضرباته الجوية على لبنان منذ سنوات، مؤكدا استهدافه مواقع أطلقت منها صواريخ من جنوب لبنان باتجاه شمال الدولة العبرية.

 

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان مقتضب: "استهدفت مقاتلات الجيش بنى تحتية ومواقع إطلاق صواريخ من لبنان أطلقت منها صواريخ لأهداف إرهابية".
 

الجريدة الرسمية