رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيل سميرة موسى.. حكاية عالمة الذرة المصرية التي أرعبت إسرائيل

الدكتورة سميرة موسى
الدكتورة سميرة موسى

هي واحدة من أفضل العالمات جاءت في زمن كان فيه العلم حكرا على الرجال، لكنها درست وتفوقت وتميزت في أحد العلوم الدقيقة وهو علم الذرة لتصبح سميرة موسى ـ رحلت في مثل هذا اليوم 5 أغسطس عام 1952 ـ أول عالمة ذرة مصرية بل وعربية، كما لقبت ميس كورى المصرية.

نشأتها وتعليمها

ولدت سميرة موسى عام 1917 بمحافظة الغربية، تعلمت بمدرسة قصر الشوق الابتدائية ومنها إلى مدرسة الأشراف الثانوية الخاصة التي أسستها الرائدة نبوية موسى، واستطاعت وهى لم تتعد السابعة عشرة أن تؤلف كتابا يضم تلخيصا ميسرا للكتاب المدرسى المقرر في مادة الجبر حتى إن والدها شجعها وطبع لها الكتاب على نفقته الخاصة وقامت بتوزيعه مجانا على زميلاتها.

الرائدة نبوية موسى

ومما جعل الرائدة النسائية نبوية موسى تتنبأ لها بالنبوغ عندما طلبت منها سميرة نقلها إلى مدرسة حكومية "مدرسة الأميرة فايزة الثانوية" لحاجتها إلى معمل طبيعة لا يتوفر في المدرسة.


كانت سميرة موسى الأولى على القطر المصرى في التوجيهية والتحقت بكلية العلوم جامعة فؤاد الأول لتلفت نظر أستاذها الدكتور مصطفى مشرفة عميد الكلية ونالت رعايته خاصة عندما التحقت بقسم الفيزياء وعلوم الذرة. وحصلت على المركز الأول في البكالوريوس إلا أنه رفض تعيينها معيدة لصغر سنها ولأنه كان غير مستحب وجود فتاة في هيئة تدريس كلية العلوم.

مصطفى مشرفة 


إلا أن الدكتور مشرفة صمم على تعيينها وتم له ذلك، ثم اختارت لرسالة الماجستير موضوع التوصيل الحراري للغازات وخصائص امتصاص المواد المشعة 
وبينما هي تدرس بأمريكا أرسلت رسالة الى والدها تقول فيها (غلى اسرتى لقد استطعت أن أزور معامل الذرة في أمريكا وعندما أعود سأقدم لبلادى خدمات جليلة في هذا المجال وسأستطيع أن أخدم قضية السلام)، حيث كانت تنوى إقامة معمل خاص للذرة بمنطقة الهرم وكانت كل امنياتها علاج مرضى السرطان بالذرة.

اغتيال عالمة الذرة 

سافرت سميرة موسى إلى بريطانيا لدراسة الإشعاع النووي وحصلت على الدكتوراه في الأشعة السينية، ثم سافرت الى أمريكا عام 1951 لاستكمال دراستها بجامعة "أوكروج" بولاية تنيسي الأمريكية لتنال منها الدكتوراه، إلا أن يد الغدر امتدت إليها وهى لم تكمل الخامسة والثلاثين قبل أن تأتي بعلمها الى بلادها فاغتالتها عصابات الإجرام الصهيونية حيث سقطت بسيارة كانت تقلها نتيجة اصطدامها بسيارة أخرى وكشفت التحريات نجاة السائق ولم يعثر له على أثر بعد أن قفز من السيارة.
 

الجريدة الرسمية