رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ثورة يوليو من أجل فقراء الوطن!

الذي يثير العجب أن فترة حكم أسرة محمد علي باشا -وما قبلها– لن تجد هموم ومشاكل الشعب فى قائمة إهتمام الحكام، لهذا تمكن التخلف من التغلغل في المجتع، مسلسل الفقر والمرض والجهل، وبدلا من محاربته تجاهله الحكام حتى يستقيم لهم الحكم بدون وعي لدى المحكومين، وهذا يجعلنا لا نتعجب من رفض الأمير محمد علي ولي العهد للملك فاروق عندما اعترض على أن يكون هناك مجانية للتعليم حتى لا يتعلم الشعب، وعلى حسب ما جاء على لسان عميد الأدب العربي د.طه حسين قال الأمير محمد علي: لما الشعب يتعلم مين يخدمنا؟! هذا في عام 1951، وهذا يذكرنا بما قاله الخديوي توفيق للزعيم أحمد عرابي: لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن أبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد احساناتنا!


هذه هي الحقيقة التي لا يريد البعض أن يصدقها، منذ وصل محمد علي للحكم اعتبر مصر أرضا وبشرا ملك له، وتوارث هذا الأبناء والأحفاد، وبالتالى عندما يكون 90% من الشعب يعانون من الفقر، والفقراء ليسوا عبء على الحاكم، يقول سيدنا محمد رسول الانسانية عليه الصلاة والسلام: "كاد الفقر أن يكون كفرا"، وفى الإنجيل: "تضرع الفقير يبلغ إلى أذنى الرب، فيجرى له القضاء"، ويقول الإمام علي كرم الله وجهه "لو أن الفقر رجلا لقتلته ".

الفلاح المصري
السلطان العثماني لم يكن يهمه من الفلاح المصري سوى جباية الضرائب، وفي عصر محمد علي باشا أن يهتم بتنوع المحاصيل التي تساهم  في بناء جيش قوى، حتى الأمير حسين كامل الذى أطلق عليه "أبوالفلاح" لم يقدم شيئا للفلاح عندما أصبح سلطانا، وفى جميع المراحل الفلاح كان يتعرض للضرب والتعذيب، وبالرغم من إهتمام محمد على بالتعليم من أجل الجيش، ولكنه كان يخشى تعليم الشعب .

أما عن الصحة ليس غريبا أن القدماء المصريين تقدموا في الطب وعالجوا كافة الأمراض، ولكن لم يكن للحكومات مرورا "بمحمد على باشا" حتى فاروق الأول  سوى  مواجهة الأوبئة، ووسط كل هذا نجد سيد جلال والدمرداش قدما للمواطن ما عجزت عنه الحكومات المتعاقبة، ويظل مشروع الحفاء الوهمى خوفا على صحة المواطن أكبر وصمة عار لأسرة محمد على، مع العلم بأن المشروع فى الأربعينات أيام الملك فاروق .

لقد دفع فقراء مصرأكثر من 120 ألف شهيد من الشباب فى حفر قناة السويس لم يذكرهم أحد إلا أبناء ثورة يوليو، ولو إننا تصفحنا التاريخ  سندرك حقائق غائبة عن الكثير منا، فى عام 1944 وفى عهد الوفد صدر قانون يلزم أصحاب الشركات بعمل عقد فردى مع العمال، لأن صاحب العمل كان ممكن أن يطرد أى عامل دون إبداء سببا لذلك، الغريب أن القانون يقول إنه لحماية العامل ويستثنى القانون من هذا "عمال الخدمات، عمال المراكب، عمال المحلات العامة، عمال الزراعة" عندما ندقق فى القانون يجعلنا نسأل من المستفيد؟! أكيد صاحب العمل، لأن الأغلبية ممن يجب حمايتهم هؤلاء .

ثورة يوليو والفقراء
من هنا كانت ثورة يوليو منذ البداية إهتمت بالمواطن الفقير، فى عام 1952 وفى سبتمبر صدر قرارات تخفيض الإيجارات 15% لصالح المستأجرين، والإعلان عن قوانين الإصلاح الزراعى، وعدم ترك تحديد إيجار السكن حسب آليات السوق والعرض والطلب لعدم ملائمة هذا مع دخل الموظف، هذا القرارات كانت الأغلبية هى المستفيدة منها، أيضا فى نفس العام صدر قانون عدم الفصل التعسفى من صاحب العامل إلا بعد التحقيق معه فى وجود مندوب من النقابة التابع لها، ويتم التدرج فى العقوبات!

ثم المجانية التى تم تعميمها على المرحلة الثانوية، وفى عام 1962 تم تعميم المجانية على المرحلة الجامعية، فى نفس العام تم تكليف القوى العاملة بتعيين الخريجين، كل هذا من أجل الفقراء فى الوطن .

البعض لا يذكر الأسباب الحقيقية للتأميمات، فقد طالب عبدالناصر من أصحاب رأس المال الإستثمار فى البنية التحتية، فبدلا من الإستيراد يقومون بالتصنيع، فلم يهتم أحد بل أن المليونير أبو رجيلة أحد هؤلاء إستورد إتوبيسات مرسيدس وتشغيلها إتوبيسات ركاب فى القاهرة، بالرغم من هذه الأموال يمكن بها بناء مصانع للسيارات، ولكن أصحاب رأس المال يريدون ربحا سريعا غير مهتمين، لا يفكرون فى بناء مصانع حقيقية لتشغيل الآف الشباب .

نقرأ معا التاريخ، لنصل إلى حالة فقراء الوطن وكيف عاشوا، وكم المعاناة الحياتية، والتى وصل الحال إلى أن الحكومات كانت لا ترى أهمية لوضع المواطن على اجندتها واهتماماتها تعامل مع المصريين حتى وصل من الشعب  90 % وأكثر كانوا من المعدومين.
تناسى الجميع  من حكام وحكومات أن الفقراء هم وقود الثورات.. وقامت ثورة 23 يوليو 1952 من أجل الفقراء.
Advertisements
الجريدة الرسمية