رئيس التحرير
عصام كامل

"فيتو" في منزل ضحية حمام السباحة بملوي | الأب: مركز الشباب مسئول عن قتل ابني وحسبنا الله في كل مهمل.. الأم: كان نفسه يطلع مهندس.. زوج الخالة: أثق في عدالة القضاء المصري

محمد أشرف فرغل ضحية
محمد أشرف فرغل ضحية حمام السباحة
أب مكلوم وأم تحسبها من الحزن ضمن عداد الموتى.. وطفل يحبس دموعه وفتاة تقف مستندة إلى جدار الشقة باكية.. وعائلة تتشح بالسواد تسترجع الذكريات الجميلة لفقيدها.. هذا حال أسرة الطفل «محمد أشرف فرغل» صاحب الخمسة عشر عاما، الذي لقي حتفه غرقًا داخل أحد مراكز الشباب أثناء التدريب على السباحة..


«فيتو» زارت أسرة الطفل لتتعرف على تفاصيل الواقعة.

سندي في الدنيا ضاع
«حته من قلبي راحت.. سندي في الدنيا ضاع في لحظة.. ضهري انكسر من بعده».. بتلك الكلمات التي تسبقها دموع رجل فقد أعز ما يملك، ابنه الأكبر، بدأ أشرف فرغل والد الطفل محمد حديثه معنا، شارحًا تفاصيل الواقعة.






مستشفى دار الشفاء
"ابنك محمد مات غرقان".. هذا نص مكالمة هاتفية تلقيتها من أحد أقاربي الذي يقيم بالقرب من مركز شباب ناصر ملوى، توجهت سريعاً إلى مستشفى ملوي العام، متسائلا: فيه جثة جت من حمام السباحة هنا؟! فكانت الإجابة لا.. ثم توجهت إلى حمام السباحة، وقبل الوصول إلى هناك فوجئت بأن مدخل مستشفى دار الشفاء الواقع قبل حمام السباحة يعج بالناس.. هنا أيقنت بأن جثة محمد ابني داخل المستشفى.




سندي راح بسبب الإهمال
توقف الأب للحظات عن الحديث والدموع تخفي عينيه، وبعد ثواني معدودة عاد الأب ليكمل روايته، قائلاً: دخلت المستشفى وتفاجأت بأن جثة محمد داخل الأسانسير مغطاة بشال أبيض وملقاة على الأرض.. مرددا: حسبنا الله ونعم الوكيل في كل مهمل في عمله، حسبنا الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب في موت محمد، سندي راح بسبب الإهمال.. عمري ما هاقبل تعويض عن ابني، ربنا قادر يجيب حقه، متهما مسئولى مركز الشباب بالإهمال والتسبب في مقتل ولده.




تفاصيل اليوم المشئوم
«كان بيموت في الرسم.. كان في معظم الأوقات بياخد برأيي، ضنايا راح هدر».. بدأت والدة محمد حديثها معنا بتلك الكلمات، راوية لنا تفاصيل اليوم المشئوم، قائلة: في تمام الساعة الرابعة عصراً كان محمد يجهز حقيبة تدريبه، وكان آخر حوار بيني وبينه: إيه رأيك يا ماما.. أروح التدريب بالقميص ده للا بالتيشيرت ده.. قلت له: البس أي حاجة.. كل حاجة فيك جميلة، قال لي هانزل أروح عند جدتي.. ومن هناك أطلع على التمرين.. ومن وقتها راح وما رجعش تاني البيت.. رجع جثة هامدة متكفنة جاهزة للدفن.. ضاع مني نور عنيا.




مهندس معماري
استكملت الأم حديثها: محمد كان حلمه يطلع مهندس معماري.. كان دايما يقول لي: والله يا ماما بإذن لله هاشتري أرض، وأنا اللي هاصممها فيلا  ونقعد فيها كلنا، كان طيب محب للجميع، والجميع كان يكن له كل الاحترام والتقدير، لأنه كان معتمد على نفسه.




محمد كان يجيد السباحة
«جاي على قدره».. تستكمل الأم المكلومة حديثها معنا، قائلة: جئنا إلى ملوي لكي نقضي الأجازة هنا، محمد كان دايماً يستثمر وقته.. فور وصولنا علم أن زوج شقيقتي دائما كان يتردد على حمام السباحة فصمم أن يتقدم للاشتراك في نفس المركز، اليوم الذي ذهب إلى خالقه كان اليوم السابع له في تدريب حمام السباحة، فعلى الرغم من أن محمد كان يجيد السباحة إلا أنه غرق.



محمد في قاع حمام السباحة 
عندما توجهت إلى المستشفى لكي أشاهد ابني، لقيت هناك ست بتقول: سبتوه لحد ما مات.. حرام عليكم.. ليه كدة؟!، علمت أن هناك واقعة إهمال قد حدثت.. وعلمت بعد ذلك أنه في نفس الوقت الذي غرق فيه محمد كان هناك شخص آخر يغرق ولكن والدته شاهدته فسرعان ما نبهت المدرب فأنقذه، وأثناء إنقاذه وجدوا محمد في قاع حمام السباحة غارقاً بالصدفة.



ويتساءل علاء فتحي محمد، خال الضحية محمد، كيف لمكان مثل مركز شباب وحمام السباحة بكل هذا التجهيز، لم تكن هناك كاميرات مراقبة؟!، متهماً إدارة المركز بالإهمال.




نص ساعة كانت فارقة
 
وبنبرة لوم، تدخل زوج خالة محمد في الحديث، قائلا: نص ساعة اتأخرت عليه كانت فارقة في حياته ولكنها تدابير الله.

وأضاف: اعتاد محمد الذهاب معي لحمام السباحة بعد ما أعجبته فكرة التدريب هناك، في ذلك اليوم تأخرت نصف ساعة عنه، فقرر محمد التوجه إلى مركز الشباب وحيداً، وبعد ذلك توجهت أنا وأطفالي إلى حمام السباحة، وفور دخولي قال لي لي ابني: تعالى نشوف محمد، فقمت بالبحث عنه ولم أجده فقررت أن أغير ملابسي وأخرج لاستكمال البحث عنه ظنًا مني أن يكون خرج لشراء أي شيء من الخارج.




وأثناء قيامي بتغيير ملابسي سمعت صراخا وعويلا من حمام السباحة فقررت أن أتوجه نحو الصوت.. لم أكن أتخيل أن محمد غرق، ففوجئت بمحمد ملقى على الأرض، ويلتف حوله مدربو حمام السباحة في محاولة منهم لإنقاذه ولكن كان أمر الله قد نفذ.. وأنهى حديثه قائلاً: أثق في عدالة القضاء المصري.
الجريدة الرسمية