رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلادها.. هيلين كلير عمياء صماء تحصل على الدكتوراه.. تعلمت 5 لغات.. ودافعت عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة حول العالم

الأديبة هيلين كيلر
الأديبة هيلين كيلر
في مثل هذا اليوم، ولدت هيلين كيلر الأديبة والناشطة الحقوقية التي استطاعت أن تضرب مثلا للتحدي بالأمل ورسم النجاح بتحدي الصعاب، وإثبات أن الإعاقة لا يمكن أن تمنع صاحبها من تحقيق طموحاته.


ولدت هيلين كيلر، بولاية ألاباما الأمريكية، يوم 27 يونيو 1880، أصيبت "كيلر" بحمى القرمزية التي أفقدتها حاستى السمع والإبصار، عندما بلغت عاما ونصف العام.

 عُرضت "كيلر" وهي في السادسة من عمرها على طبيب متخصص، فأرسلها إلى ألكسندر جراهام بل الذي نصح عائلتها بضرورة إلحاقها بمعهد «بركينس» لفاقدي البصر.

تتلمذت "كيلر" علي يد معلمتها "آن سوليفان"، التي بدأت التواصل معها عن طريق كتابة الحروف في كفها، وفي سنة 1890 طلبت من معلمتها تعليمها الكلام، فاستعانت «سوليفان» بمنهج تادوما عن طريق لمس شفاه الآخرين عند تحدثهم، وطباعة الحرف على كفها، ثم تعلمت طريقة برايل للقراءة.

وبرعت هيلين فى تعليمها حتى التحقت بالتعليم الجامعى، والتحقت بكلية رادكليف، وهناك كانت ترافقها سوليفان التى كانت تجلس بجانبها لتفسير المحاضرات والنصوص وخلال سنواتها الجامعية تعلمت اللغات الفرنسية والألمانية واليونانية واللاتينية، وتخرجت في الكلية فى سن الـ24 بتقدير امتياز، وأكملت دراستها العليا حتى حصلت على الدكتوراه.

كانت "كيلر" من عشاق الكتابة فأصبحت كاتبة وناشطة في حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، بعدما انضمت إلي الحزب الاشتراكي عام 1905، ونجحت في نشر 18 كتابا، ومن أشهر عبارتها : "عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا".

أسست منظمة هيلين كيلر الدولية Helen Killer International، بمساعدة من جورج كيسلر، عام 1915، وقامت المنظمة بعمل أبحاث متعلقة بحاسة البصر والصحة والتغذية.
والتقت هيلين بالعديد من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وسافرت بصحبة معلمتها سوليفان إلى العديد من البلدان الغربية والشرقية لتدعو إلى معاونة مكفوفي البصر.

وفى عام 1952 قامت هيلين بجولة فى الشرق الأوسط ، حيث زارت مصر ولبنان وسوريا والأردن وإسرائيل ، وحرصت على لقاء العديد من كبار الشخصيات الثقافية والسياسية فى المنطقة، لكن كان شغفها لزيارة مصر كبيراً وخاصة لمقابلة الأديب العالمى طه حسين الذى طالما حلمت بلقائه لأنه كان مثلها في قهر الظلام وتحدى الإعاقة وحقق مكانة أدبية عالمية واحتل بعلمه منصب وزارة المعارف وعمادة الأدب العربي.
وعندما وصلت مصر، طلبت أن تلتقى بـ«طه حسين»، وبالفعل ذهب «حسين» وزوجته «سوزان» وابنهما «مؤنس»، إلى فندق «سميراميس»، ووصفت سوزان في كتابها «معك» هذا اللقاء: «هذه المرأة كانت بشوشة بقدر ما كانت لطيفة، كما كانت ذكية إلى حد خارق، ثم لأنه كان بالقرب منها سكرتيرة مدهشة كانت تسمى فيما أذكر (ميس طومسون)، كانت تقوم بكل ما يمكن لإخلاص لبق مستنير أن يقوم به، كانت تعرف بالطبع لغة الصم والبكم.. كانت تنقل الأسئلة والأجوبة بسرعة من طرف لآخر، وذلك بضغطة تقوم بها على حنجرة هيلين، أو بمس قبضتها».
 توفيت في الأول من يونيو 1968، عن عمر يناهز 88 عامًا.
الجريدة الرسمية