رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

جرائم الفراش فى الاتجاهين.. لك وعليك!

يستهجن كثير من المصريين طرح قضايا خاصة بالعلاقة الحميمة بين الزوجين، ويرون فيما طرحته سيدة من فضح لزوجها الذى ادعت عليه أنه واقعها كرها وعنوة، دخولا فى منطقة محظورة، لا يجوز أن تنزلق إليها أقلام ومنصات تتمتع بالاحترام والمصداقية. ونحن نتفق تماما مع وجهة النظر هذه، لولا أنه يجب الاعتراف بأن كل صاحب صفحة على الفيسبوك، أو غيره صار شئنا أم أبينا رئيس تحرير نفسه.. وصار له تليفزيونه الخاص، يطل منه بمقاطع يبث منها آراءه.. التى يعتقد أنها تحقق له المشاهدة الغزيرة، والشهرة العريضة، وهما دافعان لا يمكن إنكارهما.. لما يترتب عليهما من تحول أرقام المشاهدة الى تحويلات دولارية.


من أجل هذا كانت دعوات وكتابات ونداءات مصورة وسيلة من وسائل لي عنق المجتمع.

في الأسبوع الماضي، كشفت زوجة مغنى ومخرج شاب عن اغتصابها منه.. من زوجها، ونادت بتشريع يجرم إكراه الزوجة على المعاشرة.. وبعد يومين خرجت سيدة أخرى تطالب بتطبيق تشريع أمريكي يمنح المطلقة نصف ثروة زوجها!
 
ولن تتوقف دعوات وأفكار من هذه العينات، طالما وفرت التكنولوجيا للأفراد ما كان متاحا فقط للدول وللشركات والمؤسسات. يوجد حاليا مليارات من رؤساء التحرير والإعلاميين والمدونين. على السطح ظاهرون أو في الدارك ويب. شبكات الظلام، حيث الدعارة والسلاح والإرهاب والاحتيال المالي.. وغيرها.

بالطبع أثارت الدعوة إلى تشريع بالتجريم السخرية، ولك أن تتصور كيف يقبل رجل علي علاقته مع زوجته وهو خائف من اتهامه بالغصب!

هل ستكون العقوبة الإعدام شأن المغتصب للأجنبية عنه أم سجنا مشددا؟ هل يتوسل إليها أن توقع على ورقة إبراء بأن ما سيتم تم بالتراضي؟ أي إجراء هذا!

قضايا مدمرة
البعض سخر وقال إن الاغتصاب الزوجي يمر في الاتجاهين.. 
هذا كله فتح باب العك واللت فى منطقة التحريم والتقديس. "ما بين المرأة وزوجها كما القبر وأفعاله!"..  حين سمعت هذا المثل في سوهاج، بهت وصدمت وتبادلت النظرات مع صديقي الراحل المصور الكبير فاروق ابراهيم . كنا سافرنا قرية السلام لتغطية جريمة شنق رجل لبناته الثلاث وابنه الوحيد.. وأثناء المتابعة سألت أم الضحايا عن علاقتها بزوجها..  فحدقت في طويلا وهمست: ما بين المرأة وزوجها كما القبر وأفعاله!

الحياء والأدب.. قيمة تعلمتها تلك السيدة البسيطة غير المتعلمة تقريبا. أفعال غرفة النوم سر كما السر في المقبرة.. مع المتوفي! نحن حاليا مولعون بهتك الأسرار، والتلذذ بالفضح، ولم يعد هناك مانع، بل هناك وازع، للظهور والتبجح.. والتنادى بأغرب الأفكار.

المحير حقا: لماذا يستغلون مهارات الاتصال الجماهيرى فى إثارة قضايا مدمرة؟ لماذا لا تكون المنصات منابر للتعليم والتنوير والإفادة؟
الشر يجتذب الناس، وكل غريب الأطوار هو مشروع دولارى، كم مليونا تابعوا فيديو الاغتصاب الزوجي؟ وكم مليونا يتابعون الآن وبشغف الخناقة الحريمي التافهة علي طليق ممثلتين؟ كم مليونا دخل على علم أو معرفة أو مهنة أو حرفة او متحف أو معمل. أو كتاب؟
وقع أقدام الشيطان أثقل من أجنحة الملائكة..
Advertisements
الجريدة الرسمية