رئيس التحرير
عصام كامل

من التحرش للاعتذار.. القصة الكاملة لواقعة الطبيب البرازيلي وفتاة البازار

المتحرش البرازيلى
المتحرش البرازيلى
مازالت أصداء واقعة المتحرش البرازيلى بفتاة مصرية تشعل رواد مواقع التواصل الاجتماعى والتى اتخذت أجهزة الأمن والنيابة العامة عدة قرارات مهمة على مدار الأيام الماضية لتنتهى بتدخل من زوجة الطبيب البرازيلى بتقديم اعتذار إلى الشعب المصرى والفتاة الضحية.


الحكاية بدأت فى شهر مايو بإعداد مقطع فيديو لطبيب برازيلى تحرش بفتاة مصرية بحجة شراء أوراق البردى.

وأعقبها موجة كبيرة من الانتقادات من المواطنين طالبوا فيها بالقبض على المتحرش لينال عقاب الرادع وعلى الفور بدأت أجهزة الأمن والنيابة العامة فى رصد الواقعة واتخاذ إجراءاتها.

وتم القبض على الطبيب البرازيلي المشهور بعدما تداول المئات من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو للمتهم نشره بنفسه، وهو يتحدث باللغة البرتغالية لفتاة مصرية كانت تعرض عليه شراء قطع من ورق البردي داخل محل بيع أنتيكات "بازار".

وظهر المتحرش البرازيلي في الفيديو، وهو يتلفظ بألفاظ جنسية صريحة مع الفتاة، مستغلا عدم معرفتها باللغة البرتغالية، ونشره على حسابه بأحد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتابعه قرابة مليون شخص.

وتسبب الفيديو في حالة غضب واسعة، على صفحة المتحرش البرازيلي، حيث اضطر لحذف الفيديو، قبل أن يتوجه مجددا إلى الفتاة، ويصور معها فيديو آخر، مستغلا أيضا عدم معرفتها باللغة التي يتحدث بها

وفى 30 مايو الماضى ، صرح مصدر مسئول بوزارة الداخلية بتمكن من ضبط شخص أجنبى تحرش بإحدى الفتيات عقب قيامه بنشر مقطع فيديو يتضمن واقعة التحرش على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بشبكة الإنترنت ، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد المجنى عليها ومرتكب الواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية حياله والعرض على النيابة المختصة.

وكشفت التحقيقات  بأن المتهم غادر مدينة الأقصر صباح يوم 30 من شهر مايو الماضي متجهًا إلى القاهرة، وحددت رقم الرحلة التي غادر على متنها في محاولة منه للفرار من مصر إزاء ما تداوِل بمواقع التواصل الاجتماعي من مطالبات بملاحقته، وخلال التحقيقات حاول المتهم تبرير جريمته بأنه عالج الخطأ الذي سقط فيه بدافع الدعابة وذهب في اليوم التالي واعتذر للفتاة ونشر فيديو يحتوي عبارات الاعتذار، لكن الفتاة رفضت اعتذاره وطالبت بحقها القانوني

المتحرش البرازيلى 

أدلى السائح البرازيلي الذي نشر فيديو تحرش بفتاة مصرية، باعترافات جديدة أثناء تحقيقات النيابة العامة  معه.

وقال السائح البرازيلي في اعترافاته: "كنت بهزر ولما نشر الفيديو ووجدت فيه انتقادات من المتابعين، ذهبت للفتاة وقدمت لها اعتذارا وقمت بتصويره بالفيديو أيضا ونشرت الاعتذار على حسابي بمنصات التواصل الاجتماعي".

وتمسكت المجني عليها بطلب تحريك الدعوى الجنائية ضد المتهم لما أصابها من أضرار بسبب نشر المقطع على منصات التواصل الاجتماعي، وعندما شاهدته تأكدت أنه كان يحتوي على إيحاءات جنسية صريحية.

واستعانت النيابة العامة بمترجم متخصص بعد أن تحفظت على الفيديو الذي وثق الجريمة، وتبين من مراجعة المترجم له أن المتهم وجه عبارات تحرش صريحة تضمنت طلبه منها مشاركته في أفعال جنسية، خلال عرضها أوراق بردي عليه، وعقب نشر هذا الفيديو تمكن رواد مواقع التواصل الاجتماعي من ترجمة كلمات السائح، وتعرض بعدها لهجوم عنيف وانتقادات واسعة من متابعيه.

وأدرجت النيابة العامة اسم المتهم البرازيلي على قوائم الممنوعين من السفر بعد أن تمكنت جهات التحقيق من تحديد هويته ومكان وجوده وهوية الفتاة، ومكان حدوث الواقعة.

النيابة العامة 

و1 يونيو أمرت النيابة العامة ، بحبس السائح البرازيلي الجنسية، الذي وثق تحرشه بفتاة مصرية بمقطع فيديو، 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة التحرش.

وقالت النيابة إن المتهم "تعدى على المبادئ والقيم الأسرية للمجتمع المصري، وانتهك حرمة الحياة الخاصة للمجني عليها، بتعرضه لها بتلميحات وإيحاءات جنسية بالقول، ونشر ذلك على حسابه" على تطبيق إنستغرام.

وكانت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام، قدر رصدت تداولَ مقطع مصوَّر بمواقع التواصل الاجتماعى تضمن تعدى برازيلى الجنسية لفظيًّا بإيحاءاتٍ جنسية بلغة أجنبية على فتاة مصرية بأحد المحالِّ خلالَ عرضها أوراق بردى عليه، وقد تمكن رواد تلك المواقع من ترجمة تلك التعديات وتبيَّن من المقطع السخريةُ من الفتاة التى بَدَت متبسِّمَةً غيرَ واعيةٍ بالتعدى اللفظيِّ عليها، كما رصدت الإدارة استياءَ الكافَّة من الواقعة ومطالبتهم بملاحقة البرازيلى، ومحاولة الأخير تحسين صورته مدعيًا مزاحه مع الفتاة، وبعرض الأمر على المستشار النائب العام أمر بالتحقيق العاجل فى الواقعة


وفى وقت لاحق،5 يونيو  وجهت كاميلا زوجة المتحرش البرازيلي، الطبيب فيكتور سورينتينو، اعتذارا للفتاة الضحية التي تحرش بها زوجها مؤخرا خلال تواجده في رحلة سياحية بالقاهرة.


وشاركت زوجة المتحرش البرازيلي، بصيغة الاعتذار باللغة العربية، والبرتغالية عبر حسابها الشخصي على موقع تبادل الصور والفيديوهات "إنستغرام"، مدونة: "خالص اعتذارنا للضحية وعائلتها وأي شخص آخر قد يكون تعرض للإهانة، من أعماق قلبك اغفروا لنا، يحتاج ميجيل إلى والده، أستسمحكم العذر، ومتعهدين بتعويض كافة الأضرار المادية والمعنوية.


العقوبة الفعل الفاضح 

من جانبه  قال الخبير القانوني أحمد الجيزاوي أن عقوبة الفعل الفاضح الذي ارتكبه السائح البرازيلي هي الحبس من اسبوع لمدة أقصاها 3 سنوات، ويقضي المدة في السجون المصرية

وأضاف "الجيزاوي"  أنه إذا ارتكب الجريمة وهرب إلى بلده، تلاحقه إدارة التعاون الدولي بمكتب النائب العام، وتبلغ النيابة في بلده، وتحرك قضية ضده هناك، ويحاسب وفقًا للقانون البرتغالي، مشيرا إلى أن ذلك الفعل في البرازيل جناية وليس جنحة.


القانون الدولى للمحاكمة 

من جانبه قال الخبير القانوني أيمن محفوظ إن الدولة المصرية يحكمها مبدأ اقليمية القانون فقد نص قانون العقوبات على أنه يطبق علي كافة الجرائم التي ترتكب على إقليم الدولة المصرية سواء أكان الجاني أو المجني عليه فيها وطنياً أم أجنبيا، وسواء أكانت الجريمة قد هددت مصالح الدولة علي الإقليم المصري  أو هددت مصالح دولة أجنبية طالما كانت الجريمة أو جزء منها وقعت علي الأراضي المصرية، فالجريمة تعد بغير شك مرتكبة فى هذا المكان ويصبح قانون الدولة المصرية هو واجب التطبيق.

وأضاف "محفوظ" أن تطبيق ذلك المفهوم على النشاط الإجرامي، وأي جريمة مثل المخدرات  او جرائم الارهاب والقتل وغيرها، يختص بها القضاء المصري، دون النظر لجنسية الجاني والمادة ١٢٤ من قانون الإجراءات الجنائية المستبدلة بالقانونين ١٤٥ لسنة ٢٠٠٦ , ٧٤ لسنة ٢٠٠٧ نصت على أنه "لا يجوز للمحقق في الجنايات وفى الجنح المعاقب عليها بالحبس وجوباً أن يستجوب المتهم أو يواجهه بغيره من المتهمين أو الشهود إلا بعد دعوة محاميه للحضور عدا حالة التلبس وحالة السرعة بسبب الخوف من ضياع الأدلة على النحو الذي بينه المحقق في التحقيقات وإلا يعد التحقيق باطلا.

وفي جميع الأحوال لابد أن يأمر أمر الاحالة بندب محام للمتهم للدفاع عنه دون النظر لجنسيته وللمحكمة أن تنتدب محاميا لأي متهم في الجنايات أو الجنح ذات عقوبة الحبس الوجوبي إذا لم يكن له مدافع.

عقوبة التحرش 
ويعتبر التحرش ظاهرة من ظواهر العنف ضد المرأة، والتي يعاقب مرتكبيها وفقا للقانون المصري، استنادا إلى المادتين 306 (أ)، و306 (ب) من قانون العقوبات، ويشمل التحرش لفظيا، أو بالفعل، أو سلوكيا، أو عن طريق الهاتف أو الإنترنت.

إن عقوبات التحرش تختلف حسب نوع التحرش، والتأثير الواقع جراء فعله، ففي حالة التحرش اللفظي، يتم معاقبة المتهم المتحرش لفظيا عقوبة تتراوح من 6 أشهر إلى سنة، ويكون التحرش اللفظي عبارة عن كلمة تخدش الحياء، أو لفظ غير سوي.

ويوجد التحرش باللمس الخارجي، والتحرش باللمس الداخلي، وتتراوح عقوبتهما من ثلاث إلى خمس سنوات، ويمكن أن تتجاوز السبع سنوات في "ب".

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت امس غضبا بسبب فيديو نشره سائح يحمل الجنسية البرازيلية والمعروف إعلاميا بـ " المتحرش البرازيلي" يتحرش لفظيا بفتاة داخل أحد الأماكن المخصصة لبيع أوراق البردي، حيث تلفظ بألفاظ إباحية عبر خاصية الفيديو، مستغلا عدم فهمها للغة التي يتحدث بها، ولم يكتف المتهم بذلك، بل نشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.
الجريدة الرسمية