رئيس التحرير
عصام كامل

ما بعد وقف العدوان!

ساعات.. ربما عند مساء الخميس أو نهار الجمعة سيتوقف العدوان علي الشعب الفلسطيني.. الشعب الفلسطيني كله.. لم تعد غزة وحدها.. ولا الضفة الغربية.. بل حتى داخل أرض ٤٨ (المجبرين علي التجنس بجنسية الاحتلال) حيث انتفض الجميع ولم يتخلف أحد.. الآن.. يطرح السؤال نفسه: كيف يمكن حصد ثمار التضحيات التي قدمت.. دماء الشهداء الأبرار.. شيوخ تجاوزوا المائة وأطفال اقتربوا من المائة ونساء برقم مماثل عشرات الشباب؟!


جرحي في كل مكان لم تتسع مستشفيات فلسطين لعلاجهم وبعضهم علي أرض مصر.. بيوت دمرت وأبراج هدمت وتهاوت أمام العالم كله بمحتوياتها وذكريات أصحابها وسكانها.. اسرى ومعتقلون لا يعرف أهلهم عنهم شيئا.. مزارع أحرقت وممتلكات صودرت.. كل ذلك وغيره ما المقابل له؟ حي الشيخ جراح وسكانه؟ القدس بكل ما فيها من مقدسات إسلامية مسيحية؟

المكاسب السياسية
الشعب الفلسطيني كله الذي يبحث عن وطن ودولة قابلة للحياة بحدود وجيش وشرطة وبطاقات هوية ومناهج تعليم مستقلة وعملة ومطار ميناء.. من سيتفاوض عن كل ذلك؟ نعم تستطيع مصر تحريك الموقف سياسيا ونجحت في السابق عندما لعبت دورا مهما ضد اعتبار القدس عاصمة للاحتلال لكن الطرف الأصيل في الأمر يجب أن يتوحد.. يتحدث بصوت واحد ولغة واحدة ومطالب واحدة..

يجب أن تكون الأحداث فارقة.. ما بعدها ليس كما قبلها.. الدولة الفلسطينية المستقلة باتت أمرا لا مفر منه.. حل الدولتين الخيار الوحيد للبحث عن حلول جذرية يمنع تكرار ما جرى.. لا ينبغي أن تهدأ الأمور وتنتهي الي اغاثات وأعمال خيرية.. مصر طرحت إعمار غزة أثناء العدوان كأمر مفروغ منه لا علاقة له بنتائج الحرب ورفعت به معنويات الأشقاء بعد إعلان امريكا دعم اسرائيل.. بل تدمير القطاع يجب أن يوضع في خطة مقاضاة العدوان وطلب تعويضات..

لكن تبقي المكاسب السياسية هي الأهم والتي ينبغي أن تبدأ الاستعدادات لها ليس بعد وقف العدوان.. وإنما من الآن.. بطرف واحد وصف واحد يمثل الشعب الفلسطيني كله.. كله.. بتطلعاته وأحلامه! 
الجريدة الرسمية