رئيس التحرير
عصام كامل

"هلت ليالي حلوة وهنية".. هدية فريد الأطرش لجمهوره في رمضان 1956

الموسيقار فريد الاطرش
الموسيقار فريد الاطرش
على مسرح قصر النيل في أبريل 1956 وفي اليوم الأول لشهر رمضان، وقف الموسيقار فريد الاطرش "ولد في مثل هذا اليوم 1917 ورحل 1974" ليغني ولأول مرة اغنية بمناسبة شهر رمضان ، وكان فريد الأطرش ممتنعا تماما عن الغناء في حفلات عامة مكتفيا بأفلامه وأغانيه الإذاعية.


إلا أن أمين حماد، مدير عام الإذاعة فى ذلك الوقت نجح  في إقناع  الاطرش بالغناء في حفلة عامة قدمتها الإذاعة بمناسبة شهر رمضان عام 1956.

كلمات بيرم التونسي 
ووافق فريد كما نشرت مجلة الإذاعة في رمضان عام 1956، واستجاب لرغبة المستمعين، وقدم أغنية (هلت ليالي حلوة وهنية) هدية لجمهوره فى رمضان على مسرح قصر النيل ،وتقول كلمات الأغنية التي كتبها الشاعر بيرم التونسي الذى سبق وغنى له فريد "بساط الريح ، يالله سوا ، يالله توكلنا ، احبابنا ياعين وغيرها ، ولحنها وغناها فريد الأطرش:

هلت ليالي حلوة وهنية..ليالي رايحة وليالي جاية
فيها التجلي باين تملي..ونورها ساطع بين العلالي
هلت ليالي هلت ليالي
أيام حلوة نشتاق إليها..وفيها ليلة الله عليها
القدر فيها الله أكبر..اوعدنا بيها الله أكبر
وياربي توبة في العمر نوبة..وتكون قريبة تسعد آمالي
في كل لحظة اقول ياربي..انت اللي اسمك يسر قلبي
على جمالك الله أكبر..على جلالك الله أكبر
كل التمني لو ترضى عني.. واعيش مهني ولا أبالي.

روحانيات رمضان 
واعتبر النقاد هذه الاغنية من أفضل الكلمات التي تغنت في رمضان،وعبرت عن روحانيات رمضان ولياليه التى ينتظرها الجميع بشوق  خاصة وأن الشاعر ركز فيها على ليلة القدر وفضلها حين قال ( وفيها ليلة الله عليها ) وهي في نفس الوقت نوع من التواشيح الدينية المرحة التي قدمت في الشهر الكريم وانضمت الى قائمة الاغنيات التى تعتبر علامة من علامات الشهر الكريم .

قدم فريد الاطرش فى الاغنية مقدمة موسيقية على العود وتدخل فيها الناى ترجع الى الفن الشرقى الاصيل وخلت موسيقى الأغنية من التأثيرات الغربية كغيرها من أغاني فريد التي قدمها من قبل ، كما حملت موسيقى الاغنية حالة من لغة التواشيح الدينية والغناء الصوفى تجاوب معها الجمهور بشدة وظل يرددها وراء فريد حتى انه كان يتوقف عن الغناء تاركا للجمهور الفرصة وهو يضحك .

كرر الاطرش غنائها فى حفلاته بعد ذلك فى مصر والبلاد العربية وغناها مطربون آخرون بعد رحيله وارتبط بها الجمهور حتى يومنا هذا.
الجريدة الرسمية