رئيس التحرير
عصام كامل

كتاب الموتى.. كل ما تريد معرفته عن الوثائق والنصوص الجنائزية في مصر القديمة

مراسم نقل المومياوات
مراسم نقل المومياوات الملكية
احتفلت وزارة السياحة والآثار، مساء أمس السبت، بنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير الي المتحف القومي للحضارة، في كرنفال سياحي أبهر العالم أجمع، وسط عزف مقطوعات غنائية من باللغة المصرية القديمة، والمأخوذة من كتاب الموتى وبعض الأشعار المكتوبة على المعابد.


ويعتبر كتاب الموتى هو مجموعة من الوثائق الدينية والنصوص الجنائزية التي كانت تستخدم في مصر القديمة، لتكون دليلاً للميت في رحلته للعالم الآخر، واستُخدمت من بداية العصر الحديث للدولة المصرية القديمة، وهي مجموعة واسعة من النصوص التي تتكون من عدد من التعاويذ السحرية تهدف إلى مساعدة رحلة شخص ميت إلى الآخرة.، وتم تأليفها من قبل العديد من الكهنة خلال فترة حوالي 1000 سنة.

توقيت إصدار كتاب الموتى

ويعود تدوين كتاب الموتي إلي عصر بناء الهرم الأكبر، ولا تزال نسخة منه محفوظة في المتحف البريطاني، ويحتوي علي دعوات للآلهة وأناشيد وصلوات، ثم وصف لما تلاقيه أرواح الموتى في العالم الآخر من الحساب وما يلحقها من عقاب وثواب، وشيد المصريين القدماء المعابد الضخمة إلى جانب المقابر، اعتقادا منهم بالبعث وبعودة الروح التي كانوا يرسمونها في صورتين متقاربتين، كما حرصوا على وضع كل الأشياء الخاصة بالمتوفى من طعام وحلي وكل ما كان يحبه في حياته معه في مقبرته حيث يمكن لروح الميت أن تاكل وتشرب منها عند عودتها إلى الجسم، وقبل سعيها إلى الحياة الأخرى.

محتويات كتاب الموتى

تلك التعاويذ والتمائم السحرية كانت تنقش على جدران المقابر العادية والأهرامات أو على التابوت الحجري أو الخشبي توضع إلى جانب المومياء لتكون دليلا للميت في رحلته للعالم الآخر، حيث كانت هذه التعاويذ بمثابة تعليمات إرشادية تمكن المتوفى من تخطي العقبات والمخاطر التي ستصادفه في أثناء رحلته إلى الحياة الأخرى، وتدله أيضا على الوسائل التي يستخدمها ليتمم هذه الرحلة بنجاح من دون أن يتعرض لأي سوء.

ويبين كتاب الموتي العقائد الدينية التي كانت تشغل المصريين القدماء طوال حياتهم، فلم يكن الموت لديهم جزءا لا ينفصل عن الحياة فقط، وإنما كان للناس عند ذلك الوقت مفهوما آخر عن الموت والحياة الأخرى عما نعتقده اليوم، وكتاب الموتى كان بما فيه من تعاويذ وتوجيهات للميت، تساعده على البعث والانتقال إلى الآخرة، حيث يعيش فيها مثلما كان يعيش على الأرض ولكن بدون أمراض ولا إعياء ولا كبر في السن، بل أيضا يكون في الآخرة رفيقا للآلهة يأكل ويشرب معهم في بعض المناسبات.

أهداف كتاب الموتى

وهدف الميت أو الموت كان الوصول إلى الحياة الأبدية في العالم الآخر، ولم يكن ذلك منطقيا لدى بعض الناس والشعوب في تلك العصور، وتصور المعيشة في الآخرة هو أن الميت الذي فعل صالحا في حياته وكان أمينا وصادقا يساعد الفقير والجوعان والعطشان، ويساعد الأرامل واليتامى، كان مثل هذا الإنسان يعيش طبقا لما أرادته له الآلهة من "حياة سوية، ونظام عدل"، رمز لهذا النظام المصري القديم ب ماعت آلهة الحق والنظام الكوني.

محتويات كتاب الموتى

ويحتوي كتاب الموتى على عدة فصول تساعد علي: وقاية الميت من الشياطين والأرواح الشريرة والثعابين وغيرها، وتعرف الميت عند البعث الطريق إلى الآخرة، وتساعده على عبور بحر النار، والصعاب التي تهدده، وتسمح له بالتردد بين العالم الأرضي والعالم الآخر، وتساعده على الحياة في الآخرة، والحصول على الماء والغذاء وتلقي الهبات والأضحية، وعطائها في العالم الآخر، ومعرفة الأماكن في الآخرة، وتذكر أسماء الآلهة والأسماء الهامة (مثل اسم باب الآخرة)، ومعرفة الأبواب وأسمائها وتعاويذ فتحها والمرور منها والوصول إلى الآلهة وتعريف نفسه إليهم.
الجريدة الرسمية