رئيس التحرير
عصام كامل

هل يسبب جلطات دموية؟.. حقيقة ما أشيع بشأن لقاح أسترازينيكا المضاد لكورونا

لقاح أسترازينيكا
لقاح أسترازينيكا
حدثت ضجة كبيرة على مدار الأيام الماضية حول لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 خاصة بعدما تداول بعض التقارير الأوروبية حول حدوث نزيف وجلطات دموية وانخفاض عدد الصفائح الدموية لدى الأشخاص الذين تلقوا لقاح فيروس كورونا الذي تنتجه شركة "أسترازينيكا"، وهو الأمر الذي ردت عليه وكالة الدواء الأوروبية، بأنها لم تجد حتى الآن أي علاقة سببية بين اللقاح والحوادث، وقالت منظمة الصحة العالمية أيضا إنه لا توجد صلة مؤكدة ويجب ألا يصاب الناس بالذعر، بحسب تقرير لوكالة "رويترز".


حقيقة الأمر

أعطيت أكثر من 45 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لمرض "كوفيد 19"، من قبل جميع الشركات المصنعة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية منذ أن بدأ طرح اللقاحات قبل 3 أشهر.

وتحقق وكالة الدواء الأوروبية في تقارير حول 30 حالة من اضطرابات الدم غير العادية من بين 5 ملايين شخص حصلوا على لقاح "أسترازينيكا" في الاتحاد الأوروبي.

وينصب اهتمام الوكالة الأساسي – بحسب وكالة سبوتنيك الروسية -على حالات الجلطات الدموية في الرأس، وهي حالة نادرة يصعب علاجها وتسمى الخثار الوريدي الدماغي.

وفي ألمانيا، تم تشخيص إصابة 7 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عاما بهذه الحالة بعد 16 يوما من التطعيم. استنادا إلى المعدل المعروف لهذا المرض بين عموم السكان، فمن المفترض العثور على حالة واحدة بين كل 1.6 مليون شخص، وسجلت حالات وفاة في بعض الدول.

جونسون يعلن تلقي اللقاح

فيما أعطت بريطانيا أكثر من 11 مليون جرعة من اللقاح بالفعل، ولم ترصد أي تغير غير طبيعي في إصابات تجلط الدم، وحثت البريطانيين على الاستمرار في الحصول على لقاحاتهم، بما في ذلك لقاح أسترازينيكا، وهو الأمر الذي دفع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الي الإعلان عن إنه سيتلقى اللقاح قريبا.


كندا بدون أزمات

وقالت كندا إن خبراء الصحة على يقين من أن جميع لقاحات "كوفيد 19" المتداولة في البلاد آمنة، بما في ذلك "أسترازينيكا".

وأعلنت الشركة نفسها، يوم الأحد الماضي، أن مراجعة بيانات السلامة الخاصة بأكثر من 17 مليون شخص تم تطعيمهم في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بلقاحها، لم تظهر أي دليل على زيادة خطر الإصابة بجلطات دموية.


رأي منظمة الصحة العالمية

وترى منظمة الصحة العالمية في تقييمها النهائي حول اللقاح أنه في الوقت الراهن يعتبر فوائد لقاح أسترازينيكا تفوق مخاطره، وتوصي بمواصلة التطعيم.

وقالت متحدثة باسم المنظمة في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية  إنه لا يوجد دليل في الوقت الحالي، على أن مشاكل الدم لدى المرضى في العديد من الدول الأوروبية، نتجت عن استخدام لقاح "أسترازينيكا".

وتابعت حديثها بالقول: "في الوقت الحالي، لا يوجد دليل على وقوع حوادث ناجمة عن اللقاح، ومن المهم مواصلة حملات التطعيم لإنقاذ الأرواح واحتواء أعراض الأمراض الشديدة".


التجارب البشرية

من ناحية أخري قالت شركة "أسترازينيكا" والمنظمون الأوروبيون إن المخاوف بشأن اضطرابات تجلط الدم لم تظهر أثناء التجارب البشرية.

وتعد مراقبة السلامة بعد الموافقة أمرا أساسيا لأن الآثار الجانبية النادرة للغاية، أو تلك التي تؤثر على مجموعة فرعية صغيرة فقط من السكان، يكاد يكون من المستحيل تحديدها أثناء التجارب السريرية.

بداية الأزمة

وبدأت أزمة الحديث عن اللقاح وإثارة الجدل بعدما علقت 20 دولة استخدام لقاح أسترازينيكا من بينهم أكبر ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي - فرنسا وإيطاليا وألمانيا.

والتعليق المؤقت في هذه البلدان، يأتي مدفوعا بمخاوف من تجلط الدم والآثار الجانبية المحتملة الأخرى، بعد تسجيل حالات وفاة، رغم إصرار الشركة ومنظمة الصحة العالمية على عدم وجود خطر.

وجاءت الدنمارك هي الدولة الأولى التي تقول إنها ستعلق استخدام اللقاح كإجراء وقائي بسبب مخاوف من حدوث جلطات دموية لدى الأشخاص الذين تم تلقيحهم.

وفي بلغاريا، بدأت السلطات تحقيقا في وفاة امرأة مصابة بأمراض مختلفة مزمنة بعدما تلقت حقنة اللقاح، وأشار تحقيق أولي إلى أن المرأة توفيت بسبب قصور في القلب ولم يجد تشريح الجثة أي صلة بالتطعيم.

ويوم السبت الماضي، أبلغ مسؤولو الصحة النرويجيون عن ثلاث حالات من جلطات الدم أو نزيف في المخ لدى شباب تلقوا اللقاح، لكنهم يقولون إنهم لا يستطيعون القول بعد إنها مرتبطة بالتطعيم.

وأعلنت النمسا التوقف عن استخدام دفعة من لقاح "أسترازينيكا"، بعد وفاة ممرضة تبلغ من العمر 49 عامًا بسبب "اضطرابات نزيف حاد" بعد أيام من تلقيها الجرعة. تحقق إيطاليا أيضا في حالتي وفاة حدثتا بعد تلقي اللقاح.

الجريدة الرسمية